المجوهرات و الأقراط النسائية :
كانت الأقراط من المجوهرات المستخدمة قديما للزينة في العصور القديمة ، وظهرت في أسيا الصغرى منذ أربعة آلاف عام قبل الميلاد حيث كانت تصنع من المعادن النفيسة كالذهب والفضة والألماس والزبرجد والزمرد والبلاتين و البلاديوم.
وظهر أقدم زوج من الأقراط في سوريا يرجع إلى العام الثامن ميلادية على طريقة الفنون الهلنستية وتلاها أقراط مصنوعة في الأناضول وإنعكس ذلك على صناعة المجوهرات في أوروبا خلال العصور الوسطى وكذلك تم العثور على أقراط ذهبية بالأندلس في القرن الثاني عشر ميلاديا مزين بالخطين النسخ والكوفي .
وكان يتم عقد صفقات تجارية من النحاس بين عمان حديثا (مجان قديما) وبلاد الرافدين وتم معرفة ذلك من لوحات بابلية وسومرية تم العثور عليها وكانوا يعتمدوا على تصدير تلك المجوهرات والأقراط بشكل كبير.
وإحتلت عمان المركز الأول لصناعة المجوهرات ومنها الأقراط لفترة طويلة نظرا لموقعها المتميز في أرض الجزيرة العربية ، واستغل الشعب العمانى ذلك الموقع وتميز في صناعة المجوهرات كالأقراط والخلاخل والخواتم والأساور كذلك أقراط الأنف وكانوا يزينون الأقراط بالأحجار الكريمة المرصعة كذلك النقوش البارزة.
هل يقتصر ارتداء الأقراط على النساء فقط؟
قديما كان الرجال يقومون أيضا بارتداء الأقراط أي أن لبس الاقراط لم يكن يقتصر على النساء دون الرجال, ويتمثل الدليل على ذلك, تلك الصور المنحوتة على بعض القصور حيث يظهر فيها الجنود الفارسيين وهم يرتدون المتنوع من الاقراط في أذنهم.
بعد مرور فترة من الزمن اقتصر ارتداء الأقراط على النساء فقط ولكن ظل الملوك يرتدون المجوهرات خاصة تلك المصنوعة من اللؤلؤ ومثال على ذلك الملك الفرعوني توت عنخ آمون.
لم تقتصر النساء على ارتداء الأقراط في الأذن فقط بل ترتدي الأقراط في مقدمة الرأس أيضا ومنهن من ترتدي الأقراط في أنفها واشتهرت نساء عمان بارتدائها الشغاب وهو نوع من الأقراط وهو على شكل دائري جميع جوانبه مضلعه الا جانب واحد املس ويتدلى منه قلادة أو اثنتين تأخذ شكل ورقة التوت .
لماذا كان الجميع يتمسك بارتداء الأقراط؟
تحب كثيرا من النساء ارتداء الأقراط خاصةً والحلى عامةً للتزين بها وكذلك لما تضفيه الأقراط من جمال على الوجه واشراقا وبريقا وأيضا تعكس المجوهرات من اساور وخلاخل جمالا على المرء وكانت قديما تعبر عن عظمة الشخصية التي تقوم بارتدائها.
وكانت بعض النساء ترتدي الأقراط والقلائد لمقاصد سحرية وتعاويذ تقيهم من مخاوف معينه وكانت تلك المجوهرات تصنع خصيصاً لمن يطلبها ولم تكن من المجوهرات المنتشر بيعها في الأسواق.
وكانت الاقراط قديما ايضاً دليل على ان من يرتديها قد جال وطاف العالم بأسرة عبر خط الاستواء وكان ذلك سبب في قيام البحارة القدماء بارتداء الأقراط في شحمة آذانهم ، والبعض الآخر كان يرتديها في ثقب الأنف دليل على التمرد على المجتمع وكان سائدا في الشرق الأوسط وفي المجتمعات الهندية وكان مكان الثقب كلما تغير كانت له دلاله مختلفة ، فعند وضع الأقراط الثقب في الجانب الأيسر من الأنف هذا يدل على رغبتهم في تخفيف آلام الحيض وكذلك آلام الولادة ، البعض كانوا يقومون بوضع الأقراط في ثقب في الأنسجة بالأنف يتم عمله بالمسمار ويسمى ذلك ثقب الجانب الجسر ولكن تلك العادة السيئة تسبب فيروس نقص المناعة البشرية .
الأضرار المصاحبة لارتداء الأقراط الذهبية :
إن ملامسة المصوغات الذهبية ومنها الأقراط الذهبية لجسم الإنسان يجعل مادة الذهب تتفاعل مع مكونات الدم لينتج مواد ضارة جدا للجسم ولذلك نهى الله سبحانه وتعالى الرجال عن ارتداء الأقراط الذهبية لكن بالنسبة للمرأة فكل ما هو سيئ وضار في دمها يتم طردة خارج جسمها شهريا مع دم العادة الشهرية الملوث فسبحان الله كل ما نهى عنه يتم اكتساب أسبابه الغامضة منذ الآلاف من السنين .