الرئيسية - تكنولوجيا - الروبوتات والألات - السفر عبر الزمن … فكرة الانتقال الاني وأول ألة حقيقية للسفر عبر الزمن (ج2)
السفر عبر الزمن 1

السفر عبر الزمن … فكرة الانتقال الاني وأول ألة حقيقية للسفر عبر الزمن (ج2)

كما هي العادة دائما يطير الخيال بكلمات الأدباء الكبار ويسبق العلم والبحث في الوصول الي تصور المستقبل. ظهرت فكرة السفر عبر الزمن لأول مرة في رواية “ألة الزمن” للكاتب ويلز وفيها قدم الكاتب تصورا واضحا لانتقال شخص الى المستقبل من خلال ألة الزمن ولكن بالطبع لم يقدم أدلة علمية واضحة ففي النهاية لم يتعدي الامر حدود أدب الخيال العلمي. بعد ظهور هذه الرواية وغيرها ظلت فكرة السفر عبر الزمن مربكة جدا للجميع سواء العلماء أو الفلاسفة. العلم يقول رائده في العصر الحديث البرت اينشتاين بامكانية حدوث هذا الانتقال عبر الزمن سواء للماضي او المستقبل, واثبت هذا في معادلاته الرياضية وتبقي الاثبات العملي ليتيقن العلماء من صدق الفرضية كما تأكدوا من قبل من التأكد من الفرضية الاولي التي قالت بانحناء الضوء اذا مر بجوار مصدر ضوئي قوي وتم رصدها في ضوء النجوم عند مروره بضوء الشمس القوي. العلم لا يدحضه الا العلم, والفلسفة تدافع عن الوجود الانساني ضد فكرة علمية قوية الحجة وواضحة ولكنها قد تؤدي في حال اثباتها الى تهديد الوجود الانساني والتاريخ الحضاري للانسان كله. أتذكر أنني سألت أستاذي د.يوسف زيدان الاديب الكبير واستاذ الفلسفة العظيم ماذا سوف يحدث اذا صحت حقيقة هذه الفرضية وتمكن العلم من اكتشاف طريقة للسفر عبر الزمن وتمكن انسان من العودة الى الماضي وتغيير مسار الحضارة البشرية بأي شكل , وكانت اجابة استاذي د.يوسف زيدان أن التاريخ الانساني كله قد ينهار!!

الانتقال عبر الزمن

في بداية تسعينيات القرن العشرين حقق علماء الطبيعة انجازا خطيرا بل في منتهى الخطورة وهو تجربة معملية أثبتت يقينا انتقال الكترون واحد عبر الزمن . فقد أطلقوا الكترونا سالبا عبر موصل من الالياف الضوئية ووصل الى مكانه قبل ان يتحرك بجزء من الثانية, أي انه قد تمكن من الانتقال عبر الزمن بكسر من الثانية وهذا الجزء من الثانية سنعتبره في المستقبل بداية الفتح العظيم. هل تتذكرون ما درسناه عن بداية توصل الانسان لفكرة الطيران وما عانته الاجيال تلو الاجيال للوصول الى غايتهم العظيمة وهو اختراع الطائرة التي تقل البشر في جسم من الصلب والتيتانيوم والحديد ومقاعد الجلد الفاخر وخزائن الوقود من بلد الى بلد وتقطع الاف الاميال في الجو. هذا هو بالضبط ما اعتقد اننا بصدده الان في فكرة الانتقال عبر الزمن.

فكرة الانتقال الاني

وفي سياق الفتوحات التي بدأت في نهايات القرن العشرين في نفس المجال كانت التجارب العملية التي سعي فيها العلماء لاثبات وتجربة فكرة الانتقال الاني. والانتقال الاني هو ان ينتقل جسم ما من مكان وزمان الي مكان وزمان اخر في نفس اللحظة. هي ذات الفكرة التي ظهرت في كثير من كتب الخيال العلمي وافلام الخيال بأن يختفي الشئ او الشخص من مكان ويظهر في اخر في نفس اللحظة وكأنه تبخر ثم تكثف وظهر في مكان اخر. فكرة خطيرة بمجرد التفكير في امكانية حدوثها لانسان ستتغير الحياة بشكل مؤكد حيث سيمكنك الانتقال من مصر الى الولايات المتحدة في لحظة أو ربما أقل!! وسيمكنك أن تنقل بعض أغراضك من أستراليا الى اوروبا بضغطة زر!!

بدأ مشروع البحث العلمي في اثبات فرضية الانتقال الاني في سبعينيات القرن العشرين , وظهرت اول النتائج في التسعينيات حيث تمكن العلماء من احداث انتقال اني لقطعة من النحاس في حجم العملات النقدية التي نستخدمها حتى الان من غرفة لغرفة اخري مجاورة في خلال لحظة واحدة وعبر انبوب من الالياف الزجاجية مفرغ تماما من الهواء. وفي العام 1996 ميلادية نجحوا في تجربة اخرى بنقل عملة من البرونز عليها بعض الرسومات والنقوش من مبنى لمبنى اخر من خلال انبوب مجوف مفرغ من الهواء وتم الانتقال بشكل دقيق بعد عدة محاولات بدائية كان الانتقال يشوبه بعض الاخطاء خاصة في وضوح الاشكال والنقوش فكانت تظهر اما معكوسة أو غير منضبطة. وهذه التجارب الناجحة رغم اثباتها للفرضية بشكل مبدئي الا ان العلماء لم ينجحوا حتى الان من تنفيذ هذا الانتقال الاني على الاجسام المركبة أو ذات الاحجام الكبيرة, فضلا عن عدم تمكنهم حاليا من تطبيق التجربة على النبات, والحيوان والانسان. حيث بالتجربة على بعض الاجسام المركبة وجدوا ان الانتقال لا يحدث واذا حدث يصاحبه كثير من الاخطاء فيتشابك الجسم ويتداخل ويظهر بشكل غير منضبط تماما.

أول ألة حقيقية اثبتت صحة فرضية: السفر عبر الزمن

ولأن السبق العلمي والانجاز الحقيقي يظهر عندما يخرج أحد العلماء عن المألوف ويقفز بخياله ويتناول الفكرة ويفكر بشكل مغاير لمن سبقوه فقد ظهر عالم عبقري روسي اسمه شيرنوبروف في نهايات القرن الماضي أيضا وقدم للعالم أول ألة حقيقية للسفر عبر الزمن. استطاع شيرنوبروف أن يثبت صحة الفرضية وتقدم بالعلم خطوات تعد بألاف الخطوات نحو تحقيق الحلم , فقد صمم العالم الروسي ألة متمايزة الكثافة في الداخل عن الخارج, وتتعامل مع المجال المغناطيسي القوي, ووضع داخل هذه الالة عدد من الساعات الذرية ثم أدارها وبعد ساعة من بداية التجربة أخرج الساعات وربح للانسانية سبقا جديدا ومدهشا. فقد سافرت الساعات الى المستقبل بمقدار قدره 40 ثانية عن الساعات المثيلة خارج الألة. الفارق بين التجربة الاولى وتجربة شيرنوبروف والتي انتقلنا فيها من جزء من الثانية الي 40 ثانية هو في لغة العلم مثل الانتقال من فكرة الطائرة وصناعة أول طائرة شراعية مثلا. ويكفي أن نعرف أن ادراك القوي الكبري قد اختلف كثيرا بعد المؤتمر الذي أعلن فيه شيرنوبروف عن نتائج بحثه لمصداقية هذه الابحاث ,فقد رصدت بعدها الولايات المتحدة ملايين الدولارت في هذه الابحاث وأعلنتها أبحاث سرية وتخص الامن القومي الامريكي. والقادم في هذه الابحاث سيكون حتما شيقا وقد يكون خطيرا بل هو الخطر ذاته اذا أخذ بزمام الامور قوي الشر في العالم وما أكثرها.

انتظرونا فمازال أمامنا الكثير……..

الجزء 1  – الجزء 2 الجزء 3

عن د.محمد سرور

كاتب علمي منذ عام 2005, يهوى الكتابة العلمية وفي مجال الفضاء والطب والعلوم. هواياته المفضلة القراءة,الكتابة,الموسيقي,الانترنت,السفر.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .

أربعة + ستة عشر =