ان الحب شعور جميل يضفي الامل والسعادة والتفائل في حياة البشر والرجل القوي هو الذي يتملكه هذا الشعور ويجعل الحب هو المقياس الوحيد في حياته ويبعد مشاعر البغض والكره والضغينة للناس ويكسب كل ماحوله بالحب.
فحين يستطيع الرجل ان يملك الحب بكل معانيه ويجعله طاقة تدفعه في الحياة , ويحب نفسه وكل ماحوله يكون ذلك له طريق للسلام والراحة في حياته وسنسرد لكم في هذا المقال كيف يؤثر الحب في حياة الرجل.
- حب الرجل لنفسه وليس الذي نعنيه هو الغرور ولكننا نتحدث عن حبه لذاته وحب تفاصيل شخصيته فحين يبدأ الرجل بان يحب نفسه ويتفهمها يجعله يحب الناس ويستطيع تفهمهم وبالتالي فان حب الرجل لنفسه يجعله يستطيع ان يجد الطريقة المناسبة حتى يحب الناس والحياة.
- نجد الرجل احيانا يقتل الحب بيديه حين ينظر الى الناس نظرة سيئة ويعمل كالقاضي عليهم ويعلق على تصرفاتهم ويدقق على السلبيات وينسى الايجابيات عندهم او يحكم على الناس من الظاهر فقط وليس الباطن وبالتالي مثل هذه الشخصية يهرب منها الحب ويتسلل الشك والكره اليها وبالتالي يخسر كل ماحوله ولذلك ان اراد الرجل ان يفوز بحب الاخرين عليه ان يتخلص من شخصية القاضي التي تحاسب الناس ويتذكر انه هو ايضا بشر ويمكنه ان يخطأ ولا يوجد بشر كامل .
- التسامح , فمن مقومات الرجل الذي يتمتع بقدر كبير من الحب هو التسامح حيث يتفهم نواقص الناس ويستطيع ان يقدر اخطائهم ويسامحهم عنها فنجد التسامح مذاقه جميل وخصوصا ان تحلى الرجل بصفة التسامح مع نفسه قبل ان يسامح اي شخص وبالتالي يعم الحب قلبه ويملأه سعادة وراحة.
- ان يعيش الرجل حاضره فقط بمعنى ان يجعل الماضي يذهب بحلوه ومره ولا يعيد التفكير فيه ولا في اي اخطاء ارتكبها فيه ولا يبني عليه اي شئ ونفس الشئ بالنسبة للحاضر يجب ان يتوقع الخير ولا يتخيل ماليس متوقع وبالتالي يشتت تفكيره والمطلوب هو ان يجعل عينه تنظر في الحاضر بالحب للجميع والتمتع به مع نظرة تفائلية للمستقبل .
الحب فطرة بالنسبة للانسان بالنسبة للام وحب الاولاد لها وحب الأبناء للاباء وحب الرجل للمرأة وحب الناس جميعا والرجل القوي هو الذي يستطيع ان يحافظ على هذه الفطرة وتجعله يكسب الجميع ولا يخسر احدا منهم فالرجل يستطيع ان يملأ حياته بالحب وبالحب تقوى حياته ويتمتع بها في كل حين.
الحب …. والصدق
لو كان الحب حرفين حاء وباء وهذين الحرفين يعبران عن هذا الاحساس الدافق العجيب والذي ينبض به القلب فجأة نبض غير كل نبض. ويحيا به الانسان كما لم يحيا من قبل وكأن النفس غائبة وعادت. روح وريحان وجنات نعيم هي الجنة التي فعلا يشعر بها المحب العاشق للحبيب لو كان في قلبه الحب الحقيقي. وفي تصوري أن الشئ الوحيد والخلق الوحيد والخصلة الوحيدة التي لو وجدت في القلب وصدقها العمل سيحيا بها الحب دائما هي الصدق.
الصدق هنا له معني شامل لا محدود. الصدق في المشاعر وفي الاهتمام وفي التسامح وفي العطاء وفي الاعتذار والاسف وحتي في الخصام وايثار الغير. يقولون في بلادنا الشجية وبلغتنا العامية مثلا بديعا عن الصدق يقول “الصدق منجاة” أي ان الصدق ينجي صاحبه فلا يتعب ولا يكذب ولا يدعي بغير ما يضمر. والكذب لا يعني دائما كذب القول فهو هين لو قارناه بكذب الفعل وكلاهما أهون كثيرا من أن يكذب الانسان على من يحب وعلى نفسه في الحب. كم استهلكت كلمة أحبك وتاهت في دروب المشاعر الكاذبة والزائفة. أصبحت سهلة والمثل الانجليزي المعروف يقول ما معناه “ما يأتي بسهولة يذهب بسهولة”. والمعنى واضح أن الحب يستحق التعب ويستحق ان يضحي الانسان بكثير مما يحب.
تحري وابحث عن مشاكل المحبين والمحبات وستجد خلف كل مشكلة واقعة تتعلق بغياب هذا العنصر الفعال “الصدق”. ستجدها ثائرة عليه وكانوا عشرة سنين وبينهم ألف الف ذكري جميلة ومع ذلك فقد اقسمت لك بكراهيتها له وانها لم تعد تحبه وتريد فراقه. تحدث معها دقائق وستعرف من نبرة صوتها وانفعالها واهتمامها هل كانت فعلا تحب أم كانت كاذبة على من أوهمته بحب زائف وقد تكون كذبت على نفسها أيضا وعاشت قصة وعلاقة مزيفة وانهارت في أول اختبار ولم تصمد وكان الفراق اقرب من البقاء ولو كان الصدق موجودا كان سيبقي فيه النجاة فكان سيغير الكراهية لخصام يشغلها العقل بالذكريات الجميلة ويلتمس القلب ألف عذر للحبيب. أما وقد غاب الصدق فينشغل العقل بكل خطايا الحبيب وأخطائه وينشغل القلب ويعمي بالكراهية أو يتطور الحال الي التجاهل وانعدام الشعور.
تري الشخص مفارقا لحبيبته وفي البعد وتجرع الم البعاد تجده يعترف بالحب كل يوم لحبيبة اخري وهي ليست حبيبة الا لهواه المزيف الذي يزين له وسيلة لنسيان الحب الصادق المفقود. وهذه الحالة قد يمارس فيها الانسان الظلم وهو ليس بظالم ولكن للحب نار وملكة وللبعد نار وضيق.