الرئيسية - تكنولوجيا - السفر عبر الزمن … ثقوب سوداء، اكوان موازية ومسارات دودية (ج3)
السفر عبر الزمن ... ثقوب السوداء، اكوان الموازية والمسارات الدودية
السفر عبر الزمن ... ثقوب السوداء، اكوان الموازية والمسارات الدودية

السفر عبر الزمن … ثقوب سوداء، اكوان موازية ومسارات دودية (ج3)

بعد ظهور وعرض تجربة العالم الروسي شيرنوبروف والتي أكد من خلالها امكانية السفر عبر الزمن واكتسب بتجربته المدهشة وألته الزمنية التي قدمها اعجاب العلماء وقتها وبدأت حمى البحث العلمي واستمرت الابحاث ولكن اخذت الطابع السري أكثر واهتمت بها جهات وهيئات الامن القومي والمخابرات في الدول العظمي وخاصة الولايات المتحدة وغرب اوروبا والتي تم رصد ملايين الدولارات فيها لهذه النوعية من الابحاث.

من الأفكار المدهشة والتي لم تجد لها صدى قوي حتى الان لصعوبة اثباتها بشكل عملي والفكرة ببساطة عبارة عن الانطلاق بمركبة فضائية بسرعة قصوي تقارب سرعة الضوء قدر الامكان , وبهذا يتحقق ما توقعه البرت اينشتاين في نظريته أن الزمن سيتناقص بنسبة معينة عن الزمن الحاضر وهذا الفارق من الممكن حسابه , ومن خلال حسابه نستطيع معرفة الى أي اتجاه في مجري الزمن قد انتقلنا الماضي او المستقبل. ولكن هذه الفكرة والتي دافع عنها العالم الامريكي بول دافيز لم تلاقي اهتماما كبيرا وذلك بسبب ما قلنا صعوبة واستحالة تطبيق التجربة عمليا في الوقت الحاضر والمستقبل القريب.

السفر عبر الزمن … الثقوب السوداء

ولأن قطار العلم لا يتوقف ولن يتوقف فانطلق في البحث عن أفكار أخرى تؤكد أو تنفي فرضية السفر عبر الزمن , ومع تطور ألات الرصد الفلكي والتفوق الذي حققته وكالة ناسا للفضاء وما قدمته من صور ,ووثائق علمية, وتجارب في الفضاء ظهر لغز جديد يتعلق بفرضية السفر عبر الزمن . هذا اللغز يسميه علماء الفلك والفضاء حالىا باسم “الثقب الاسود“. الكون مترامي الاطراف بشكل لا يتخيله عقل, يترامي فيه كثير من هذه الاجسام السوداء الدقيقة, ثقوب في سواد الكون السرمدي اللانهائي, هي ليست ثقوب بالمعني العادي للكلمة وربما تكون بنفس ذات المعني. الموضوع فعلا محير وفي مقالنا هذا سنشرح ببساطة عجائبية الثقب الاسود والنظريات العلمية الحديثة التي قدمت لتفسيره حتى الان, ولكن ولأن النظريات تتطلب تجارب عملية لاثباتها فمازالت النظريات رهن التحقق والتحقيق.

هناك احد النظريات التي تقول أن هذه الثقوب السوداء عبارة عن ثقوب يستطيع الانسان اذا طور من وسائله ان ينتقل من خلالها من مكان في الفضاء الى ناحية اخري بعيدة تماما في الفضاء, وتعتبر هذه النظرية الفضاء على هيئة كرة وهذه الثقوب من الممكن تحديدها ورسمها في خرائط, وان الحضارات التي يرجح قيامها في عوالم أخرى من المؤكد قيامها بذلك أيضا . تقول هذه النظرية بذلك اعتمادا على ما ظهر من هذه الثقوب السوداء حيث انها تلتهم كل الاجسام التي تقترب من مجالها المغناطيسي شديد القوة للدرجة التي يلتهم فيها حتى الضوء. ولأن الطاقة لا تفني ولا تستحدث من العدم فالمؤكد أن الطاقة التي تمتصها وتلتهمها الثقوب السوداء تتحول داخلها الى طاقة من نوع أخر أو ربما تمر هذه الطاقات الى نواحي أخرى في هذا الكون, أو ربما الى كون موازي!!

جدير بالذكر أن ما يسميه العلماء والفلاسفة المحدثين بنظرية الاوتار التي تفسر الكون بشكل مختلف تماما وهي نظرية حديثة تماما سنعرض لها فيما بعد ,من ضمن افتراضتها الاولى ان الثقوب السوداء عبارة عن مسارات موجودة في صفحة الكون الذي نعيش فيه تنتقل من خلالها الطاقة والاجسام الى أكوان أخري موازية للكون الذي نعيش فيه, وهذه الاكوان الموازية فيها قوانين فيزيائية مختلفة عن القوانين التي تنظم الكون الخاص بنا. وهذا موضوع سنفرد له مقال خاص فيما بعد.

المسارات الدودية

ولأن العلم ساحة لا حدود لها تستقبل العديد من الافكار كل لحظة, فقد قدم علماء أخرون نظرية أخري قدمها لهم الفضاء أيضا وهي نظرية المسارات الدودية. هي عبارة عن مسارات دودية الشكل في الفضاء الكوني المحيط بنا, وفي هذه المسارات تتواجد طاقة سلبية مهولة تسلب كل ما حولها وكل ما يمر بها طاقته كلها وتفنيه. والعلماء يقولون بأن الطاقات التي تختفي داخل هذه المسارات لا تفني ولكن تنتقل انتقالا انيا عبر الزمن سواء الى الماضي او المستقبل. ورغم ان كل جسم سواء حي او غير حي على سطح الارض يحمل دائما طاقة ايجابية وسلبية ولا يغلب علىه الطاقة السلبية بشكل كبير أبدا الا ان العلماء يقولون بامكانية تنفيذ تجربة في المستقبل لادخال الانسان في احدي هذه المسارات الدودية في الفضاء لتأكيد امكانية السفر عبر الزمن. أثناء قراءتي قديما لاحدي روايات الخيال العلمي كنت قد وجدت فيها اشارة لهذه المسارات الدودية سالبة الشحنة واختفاء شخص فيها وتلاشي جسمه وتكشف الرواية انه انتقل الى حالة لا يتواجد فيها بشكل مادي في حياة اصدقاءه ولكنه يتواجد بشكل معنوي طاغي ويتدخل في الاحداث ,ولكن لا يستطيع اصدقاءه ان يتواصلون معه الا من خلال النوم, او من خلال جلسات النوم المغناطيسي مع خبير نفسي متخصص. هذه الفكرة قد يكون ظاهرها الخيال ولكن رأينا معا كم الافكار التي بدأت في قصص الخيال العلمي ثم صارت حقيقة في عالم الواقع, لذا لا يصح ان نتعامل مع هذه الافكار باستخفاف او بتجاهل قيمتها فغدا ستصبح هذه الافكار في غالب الاحوال حديث العالم وهي بالفعل حديث العالم المتقدم حالىا.

في الاجزاء المقبلة من هذه السلسلة سننتقل بكم من النظريات العلمية التي رجحت واكدت صحة الفرضية ذاتها الى ما يقوله الفلاسفة والعلماء في فروضهم الخيالىة المدهشة. ستجدون ما يدهشكم فعلا عندما نتخيل معا افتراضات قال بها العلماء بنماذج من التاريخ ويفكرون وسنفكر نحن أيضا معكم….ماذا يحدث اذا…؟

انتظرونا فمازال أمامنا الكثير……..

الجزء 1  – الجزء 2 – الجزء 3

عن د.محمد سرور

كاتب علمي منذ عام 2005, يهوى الكتابة العلمية وفي مجال الفضاء والطب والعلوم. هواياته المفضلة القراءة,الكتابة,الموسيقي,الانترنت,السفر.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .

تسعة − ثمانية =