مؤخرا أصبحنا نسمع كثيرا عن الجمعيات التي تدافع عن النساء وعن حقوقهن وتناهض العنف الممارس ضدهن من طرف الرجال , وتظافرت جهود الحكومات والقوانين من أجل رد الاعتبار للمرأة وحفظ كرامتها من تعنت الرجال و عنفهم.. لكن هذه الأوضاع تجعل المجتمع يتغاضى عن حقيقة مرة يحاول إخفاءها ألا وهي ما يسمى بالعنف المضاد , أي ممارسة العنف ضد الرجل من طرف المرأة .. هذه الحقيقة التي يحاول المجتمع إخفاءها أو بالأحرى اعتبارها من الممنوعات , خصوصا وأن الرجال الذين يتعرضون للعنف يعانون في صمت بسبب الحرج الكبير الذي سيتعرضون له إذا ما تحدثوا عن مشكلتهم.
فما هي أسباب العنف ضد الرجل والأسباب التي تدفع المرأة لضرب لزوجها ؟ و كيف يمكن للرجل الخروج من هذا المأزق ؟
ظهرت في الآونة الأخيرة العديد من الجمعيات التي خصصت دورها الرئيسي في الدفاع عن حقوق الرجل وخصوصا الرجال الذين يتعرضون للعنف على يد زوجاتهم من أجل إنصافهم ورد الإعتبار لهم والتعريف بقضيتهم لأن المجتمع ينظر لجميع الرجال نظرة خاطئة ويعتبرهم جميعا عنيفين ومتحرشين ومهملين مما يؤدي إلى انصراف كل أفراد المجتمع عن قضايا الرجل والاهتمام بالنساء فقط ..لذلك على المجتمع مناصرة الرجال الذين يعانون في صمت من الظلم والعنف والتعسف داخل بيت الزوجية.
أسباب العنف ضد الرجل
من الأسباب الرئيسية التي قد تدفع المرأة لضرب زوجها هو ضعف شخصيته , فضعف شخصية الرجل وعدم تحكمه في زمام الأمور وقيادة الأسرة هو الذي يجعل المرأة الطرف الأقوى في العلاقة خصوصا إذا صاحب ذلك ضعف بنية الرجل مقابل ضخامة بنية المرأة ..عندئذ قد لا تتوانى المرأة في استغلال هذه الميزة من أجل التحكم في الرجل وتحريكه وفق إرادتها ورغباتها وفي حال حاول الوقوف في وجهها فإن مصيره هو اللجوء للعنف المعنوي وأيضا الجسدي إذا لزم الأمر.
كما يمكن أن تعود أسباب العنف ضد الرجل للظروف الإقتصادية الصعبة وغلاء المعيشة وانعدام قيم الإحترام والمودة بين الزوجين .. كما يمكن للعنف أن يتحول إلى ظاهرة إذا كان الزوج يعنف زوجته كل يوم فترد عليه هي الأخرى بنفس طريقته ..فيصبح الإثنان سببا وضحية للعنف.
أنواع العنف
تفيد بعض الإحصائيات أن 5 من 10 رجال يتعرضون للعنف في العالم العربي حسب الإحصائيات التي تصرح بها جمعيات محاربة العنف وما خفي كان أعظم لأن معظم الرجال المعنفين يفضلون التزام الصمت خوفا من نظرة المجتمع , رغم أن بعضهم يكسر جدار الصمت إذا وصل العنف لدرجة الإيذاء البدني و الإصابة بجروح مثل بعض الحالات التي سمعنا بها حيث أصيب الزوج بجروح بليغة في وجهه من قبل زوجته , إذ أن هذا الزوج لم يستطع التزام الصمت لان الوضع تجاوز الضرب إلى العنف المؤذي .. وقصص رجال يتعرضون للعنف من طرف عائلة الزوجة أو حالات من يطرد من بيت الزوجية , كما أن عددا غير قليل يحرمون من راتبهم لاستحواذ الزوجة عليه وهذا أيضا نوع من أنواع العنف , ويمكن القول بأن العنف النفسي والمعنوي الذي يحط من كرامة الرجل أمام الغير هو أكثر أشكال العنف انتشارا.
حلول لوقف العنف ضد الرجال
إن أول ما يجب على الرجل فعله في حال تعرضه للعنف على يد زوجته هو الخروج عن صمته ومحاولة اللجوء للمساعدة وتدخل وسيط سواء من الأسرة أو عائلة الزوجة أو بعض الجمعيات والمؤسسات الإجتماعية التي تحاول القيام بتسهيل الإجراءات القانونية من أجل انصاف الرجل وتوفير الإمكانيات المادية لمساعدته في حال تم طرده من البيت وأيضا اسعافه ومتابعة حالة الصحية في حال تعرضه لإصابات جسدية جراء عنف زوجته..كما أننا سمعنا مؤخرا عن تأسيس مراكز لإيواء الرجال المعنفين والمطرودين من بيت الزوجية من أجل تقديم الدعم النفسي والصحي و الإجتماعي لهم.
صورة شاشة من يوتيوب: (MN7hE1ohZwY)