هرم ماسلو هو ليس هرم بنائي هندسي , ولا تحفة من تحف المعمار. هرم ماسلو هو هرم متسلسل يحدد كل مقومات الحياة الأساسية للفرد نفسيا واجتماعيا. هرم ماسلو أو سلسلة ماسلو الهرمية الشكل هو تطبيق عملي لنظرية العالم النفسي ابراهام ماسلو والتي حدد فيها الحاجات الأساسية للانسان ورتبها ترتيبا محددا وحدد بشكل دقيق مدى أهمية كل حاجة ومدى تأثيرها على الانسان وما يحدث عند حرمان الانسان منها مدة طويلة.
الحاجات الفسيولوجية
تشكل قاعدة الهرم وأعرض جزء فيه حيث تحتوي على الحاجات البيولوجية والفسيولوجية الوظيفية التي لا يستغني عنها أي انسان طبيعي الا بصعوبة. وحدد ابراهام ماسو أن الاستغناء أو الحرمان من أحد هذه الحاجات يسبب توتر وخلل في سلوك الشخص حتما. الحاجات الفسيولوجية طبقا لهرم ماسلو هي “التنفس-الغذاء-الماء-النوم-الجنس-التوازن-الاخراج”. هي بالتحديد الحاجات المادية التي يتطلبها الجسد ولذلك نلاحظ أن ارتقاء الانسان روحانيا يكون عادة بالقدرة على الاستغناء مؤقتا عن بعض هذه الحاجات حتى يهيئ الروح من الوصول لحالة من الصفاء والنقاء. تجد هذا في حالات الغنوصية التي تبلورت في التصوف الاسلامي والرهبنة المسيحية والكابالا اليهودية والنرفانا في الهند واليوجا وغيرها.
حاجات الأمان
حددها ابراهام ماسلو وهي “السلامة الجسدية-الأمن الوظيفي-أمن الموارد-أمن الصحة-الأمن الاسري-أمن الممتلكات” .نلاحظ أن هذه متطلبات الانسان المسئول وغير المسئول المنتمي بذاته الى الكيان الصغير وهو الأسرة. يحتاج الانسان بضرورة توافر الأمن الصحي ويحافظ عليه ويحب أن يحاط بمن يشاركونه نفس الهدف بكل اخلاص وهم بالطبع أسرته. ينمو الانسان ولديه نزعة دفاعية اذا تأثر في أي وقت بضرر في أحدي هذه الحاجات الاساسية.
الحاجات الاجتماعية
هنا يبدأ الانسان يعبر عن احتياجاته من المجتمع الذي يعيش فيه وحددها ابراهام ماسلو ب”الصداقة-العلاقات الاسرية-الالفة الجنسية” . هذه الطبقة من الهرم هي حلقة الاتزان النفسي والاجتماعي. هي متطلبات أساسية لكن لا يعبر عنها الانسان كثيرا لان تحديدها يكون في الاغلب صعبا لكن هي من الضروريات حتي يشعر الانسان براحة في استمراية الحياة مع الاسرة والمجتمع. اذا ركزنا في تفكيرنا سنجد ان اغلب حالات الطلاق والمشاكل بين الاسر والبيوت تحدث نتيجة الخلل في هذه الحاجات.
الحاجة للتقدير
“تقدير الذات, الاحترام من الاخرين, احترام الذات, الثقة, الانجازات”. هي نقاط في منتهى الأهمية ومنها تخرج اللبنة الاولى لاعظم الحضارات والمجتمعات. وأي خلل فيها ينتج الاشخاص بأمراض نفسية صعبة العلاج مثل البارانويا “جنون العظمة” والفصام الذهاني وغيرها. الشخص اذا نجح وانجز يحب ويحتاج لتقدير المجتمع له ولو بكلمة واحدة. لا تبخلوا على الناجحين بكلمات الثناء ولا تحاربوا الناجح وكأنه ارتكب جريمة.