نجاح المرأة …
يقال دائما وراء كل رجل عظيم امرأة , لكن هل نستطيع أن نقول أن وراء كل امرأة عظيمة رجل ؟ قطعا لا لان الرجل لا يرضى أبدا أن يكون في الدرجة الثانية خلف المرأة حتى لو كانت زوجته و حبيبته ليدفعها للنجاح و التقدم , بل على العكس من ذلك , ما إن يشعر الرجل أن زوجته بدأت تتفوق عليه حتى تشتعل نار غيرته . فلو كان الزواج في نفس الرتبة و نفس العمل و لهما نفس الراتب فإن الأمور يمكن أن تسير على ما يرام لكن ما إن يسمع الرجل عن موعد قرب ترقية زوجته لتصبح في سلم أعلى منه و راتب أكبر بينما يظل هو في مكانه حتى يبدأ الرجل في إيجاد الحجج و التبريرات لنجاحها و تفوقها المؤقت الذي لا ينم أبدا عن ذكائها . لان الرجل يؤمن أن المرأة أقل ذكاء من الرجل حتى لو وصلت لأعلى المراتب . فما هي يا ترى أسباب غيرة الرجل من نجاح المرأة ؟ و هل نجاح المرأة فعلا يعتمد على مبررات أخرى غير الذكاء و التفاني في العمل ؟ أم أن الذكاء و الجمال لا يجتمعان ؟
نجاح المرأة و الزوج الغيور
يعتقد معظم الرجال أن المرأة الناجحة في العمل هي امرأة فاشلة في حياتها الأسرية لأنها تولي اهتماما أكبر للعمل و لان الرجل يعتبر الأمومة هي الوظيفة الأولى و المثالية للمرأة لان اكبر نجاح يمكن أن تحظى به المرأة هو نجاحها في تكوين أسرة . لكن جل النساء النشيطات العاملات يرين أن هذا الرأي ينم فقط عن الرجل الغيور الحاقد على المرأة لان النجاح صفة عامة و ليست مخصصة للذكور فقط و إذا تحلت المرأة بهذه الصفة استطاعت أن تنشرها في حياتها العملية و الأسرية معا . [clear] و على الرجل أن يتفهم أن نجاح المرأة في العمل يتطلب منها اهتمام و عناية أكبر بعملها على حساب الأسرة و الأطفال , و في هذه الحالة على الرجل أن يتقاسم الأدوار و المهام مع الزوجة و أن يقف إلى جانبها ليدفع بها الامام و يفتخر بها و يكون لها سندا معنويا و عونا في البيت حتى يتقاسما المسؤولية لان تقاسم الأدوار مع المرأة سيحفظ الأسرة من التفكك و سيجنب المرأة الإرهاق الجسدي و الفكري في ظل تفكيرها و قلقها الدائم عن الأطفال و الأسرة و البيت .فلما لا يتقاسم معها الرجل المسؤولية ليتقاسما في النهاية طعم النجاح معا .
نجاح المرأة و الزميل الغيور
أما إذا كانت المرأة محظوظة و حباها الله بزوج حنون و متفهم لطموحها و رغبتها في العمل و يقف إلى جانبها و قد ينوب عنها أيضا في البيت بتحمل المسؤولية بدلا عنها وقت غيابها , فإن للمرأة الناجحة أعداء آخرون .. [clear] قد تصطدم المرأة الناجحة بزملاء غيورين , يغارون من نجاحها , لأن الغيرة ليست مقتصرة على الجنس اللطيف فحسب بل تشمل أيضا الذكور خصوصا إذا كانت المرأة متفانية في عملها و تبذل جهودا أكبر لتثبت قدراتها بينهم و تحصل على ترقية أو عندما تنافسهم على منصب مهم . حينها تتحول الغيرة إلى حرب نفسية خصوصا إذغ نجحت المرأة في تقلد المنصب و أصبحت مديرة عليهم فهؤلاء الزملاء لن يتوانو في إظهار مشاعر الغيرة و تحسيس بالمرأة بالدونية و النقص أمام الموظفين الآخرين لان الرجل لا يتقبل أبدا فكرة أن يكون المدير من الجنس اللطيف كما أن كبرائهم لا يسمح لهم بتلقي الأوامر من امرأة ..[clear] كما أن هذا النوع من الرجال لا يخجل من تصدير الإشاعات المغرضة و اتهام المرأة الناجحة بأنها وصلت لتلك المرتبة بإتباع طرق الإغراء و ما شابه متناسين أن النجاح حاجة فكرية قبل أن تكون منصبا كبيرا أو مرتبا عاليا فالنجاح صفة ليست خاصة بجنس معين بل هي حالة من التوازن بين الكفاءات و القدرات إذا استطاع الإنسان توظيفهما بشكل جيد و في الوجهة الصحيحة فسيتمكن حتما من جني الثمار .