لا شكّ أنّ المرأة تطوّر بها الحال و الزمن لتصبح أكثر تحرّرا و تستطيع أن تخرج من بيتها للعمل لغايات عدّة مما انعكس ذلك عل وجودها كأنثى من جهة و كإمرأة فاعلة في العائلة لتنافس وجود الرجل…
تأثير العمل على أنوثة المرأة
و حتّى يكون منطلقنا علمي فإن دراسات أكّدت أن النساء اللواتي يخرجن للعمل يفقدن بشكل تدريجي الأحاسيس والأنوثة لما للعمل من تأثير على أنوثة المرأة و إن كان هذا غريبا عليكم فإنّ بقاء المرأة لوقت كبير خارج البيت، والمعاملات الجافة التي تلاقيها أثناء قيامها لعملها يجعل منها أكثر برودة وعاجزة على التعبير عن أحاسيسها المرهفة و الرقيقة كزوجة وأم وامرأة أو صديقة لها دور تربوي عظيم داخل المجتمع و نواته العائلة…كما أن تمكين المرأة من المسؤولية يجعلها صارمة أكثر في قناعاتها، ويبعدها بشكل أو بآخر عن دورها الطبيعي داخل الأسرة و من ثمّة في المجتمع.[clear]
المجتمع العربي أكثر قسوة
و تجدر الإشارة أنّ هذه الدراسات أجريت معظمها في إيطاليا و لم يكن اختياري لإيطاليا اعتباطي فأوّلاً الشعبين الإيطالي الشعوب العربية تشترك في بعض المميزات الإجتماعية، وذلك من ناحية الأسرة دور المرأة الأساسي في تربية الأولاد والإهتمام بالزوج؛ وثانيا لأن تغير صيرورة و نسق الحياة نحو زيادة المتطلبات الأسرية أصبح يفرض على المرأة المشاركة بقسط مهمّ من الواجبات المالية في المنزل العربي ولكن المجتمع العربي يعتبر أكثر قسوة من الإيطالي فالرجل العربي لم يقبل تماما أحقيّة المرأة في العمل إمّا لأنّه يرى في ذلك استنقاصا له أو خوفا من سيطرة النسوة على مقاليد الحكم في الأسرة و هذا ما انتشر في المجتمع فأصبح ظالما للأنثى فإذا بحثنا قليلا أولئك النسوة اللواتي تمتّعن بحقوقهن كمطلقات يتبين لنا الوجه الحقيقي المنفّر و الظالم للمجتمع رغم أنّ الرسول الأكرم محمّد عليه الصلاة والسلام قال:(إني أحرّج حق الضعيفين: اليتيم والمرأة) و رغم ذلك فإن القلة هي التي تحصل على حقوقها و بعد صراع كبير في المحاكم…[clear]
طرق لتقليص أثر العمل على أنوثة المرأة
ولكن إذا أردنا أن نقلّص تأثير العمل على أنوثة المرأة فيمكننا أتباع عدة طرق لذلك ذكرت كتقليل عدد ساعات عمل المرأة المتزوجة و خاصة التي لديها الأولاد، وتشجيع سياسة تنظيم النسل حتّى لا تصبح المرأة أداة للإنجاب لا غير دون أن تجد الوقت للتربية أو للزوج، وكذلك إعطاء إجازة أمومة عادلة، إضافة إلى تهيئة الظروف المناسبة لحضانة الأطفال بحيث تستطيع المرأة العاملة أن تشعر بالراحة و الهناء لوجود أطفالها في أيادي أمينة و محترفة أثناء غيابها إلاّ الرجل لا يحبّذ مساعدة الزوجة في تربية الأطفال أو في الأعمال المنزلية فهنا يجب عليه أن يبحث عن امرأة متفرغة للبيت.[clear]
العمل يحمي المرأة نوعا ما من عنجهية الرجل
فالعمل بالنسبة للمرأة يحميها نوعا ما من عنجهية الرجل حتى قليلا و شكليا فهي تصبح شريكا في كلّ دواليب العائلة فالسلطة المالية في أغلب الأحيان هي الراسمة للعلاقة بين الأفراد فتوفر المال للمرأة يقوي من حظوظها و يمكن أن تشكّل به ضغطا على الرجل فتفرض الإحترام و قبولها كفاعلة و ليست كمفعول به…