السواد الأعظم من الناس يضعون أنفسهم ضمن لائحة الفاشلين عندما لا يتطابق حاضرهم مع مخططاتهم السابقة وبعضهم يحس بالفشل مبكرا عندما يعجز حتى عن التخطيط لمستقبله عندما تخطط لفعل شيء معين فنحن إما نضع رؤية واحدة ووحيدة فإما ننجح أو نفشل في تحقيقها فنفقد حينها تلك الثقة في قدرتنا على نقل أحلامنا للواقع , وإما نضع رؤية جانبية متعددة إلى جانب الرؤية الرئيسية فتصبح احتمالات النجاح متعددة مقارنة مع احتمالات الفشل.
فما الفرق بين الإنسان الفاشل والناجح ؟
لو قمت لمراقبة نملة وهي خارج مسكنها تبحث عن القوت وحاولت أن تضع لها حاجزا وتعيق حركتها فهي أبدا لن تستسلم إنها لا تعرف ما هو الفشل أساسا , كل ما تعرف أن لديها هدف عليها الوصول إ ليه وتستمر في المحاولة حتى آخر رمق في حياتها , صحيح أنها لم تفشل ولكنها لم تعرف المعنى الحقيقي للنجاح فهي كانت مشغولة ومرتبطة ارتباطا مطلقا بالوصول إلى الهدف أكثر من الهدف نفسه. ولكن أتظن هذا مبدأ مثاليا يمكن تطبيقه على الإنسان ؟ طبعا لا يمكن, فالإنسان مشروط بالزمان والمكان والأشخاص والقدرة على الصبر والتحمل واعتبارات أخرى في الحياة لا يمكن تجاهلها.
هل يوجد نجاح بدون فشل ؟
من جهة أخرى فأنت عندما تفشل في تجربة ما فهذا يعني أنك حاولت وإذا حاولت فهذا يدل على عمل مسبوق بدراسة وتخطيط وهذا الفشل سيمكنك من استخراج نتائج وملاحظات جديدة قد تتيح لك فرصة تطوير والرفع من مستوى هدفك وإضافة إلى خبراتك .الفشل نهاية تجربة وليس نهاية مرحلة فأنت تستطيع المحاولة مرة بعد مرة فإما تنتهي بالنجاح وتمر للتالي او تفشل و تعيد المحاولة.
اذا كان الامر كذالك فلماذا نكره الفشل؟
الفشل في قاموسنا غالبا مرتبط بمفاهيم و صور سلبية,لماذا؟ عندما نخطط لفعل شيء ما فنحن نبني تلك الثقة الكاملة والصورة المثالية للنتيجة النهائية في مخيلتنا وعندما لا تتحقق تلك الصورة التي رسمناها نشعر بالفشل فنفقد الثقة بأنفسنا على القدرة على التخطيط للأفكار الناجحة ,نبرمج ادمغتنا على وجود نقص فينا فنحكم على جميع ما سنفعل بالفشل وهذا هو الفشل الحقيقي, فحتى وان حاولنا مرارا و تكرارا فقد جعلنا العقل الباطن يصدق عدم القدرة على النجاح.
كيف نستثمر فشلنا لصالحنا؟
لنتخيل العلاقة فشل- نجاح كميزان دو كفتين كلما وضعنا اثقالا في احداهما اكثر من الاخرى اختل التوازن مع امكانية حدوث التوازن معظم الناس يخاف المحاولة خوفا من الفشل ويخشى ان يطلع الناس على احلامه خوفا من عدم تحقيقها لأنه فقد الثقة في نفسه لكونه لم يضع احتمالية عدم نجاحه منذ البداية .الى الان يبدو الفشل مرتبط بالشخص نفسه ولكن ماذا ان كنت محاطا بصر على انك فاشل ,ليس من السهل اكتساب مناعة ضد مثل هذه القيم السلبية الراسخة في الاذهان والتي تعيق حركتنا. حين تصل الى ذلك الباب المقفل مع تلك الدرجة من الاحكام فحاول ان تقوي علاقتك بخالقك تلك القوة التي تحررك من قيود ممن حولك ثم من قيود نفسك لتجدد طاقتك التي ستقودك الى النجاح.