في الولايات المتحدة، كان للمحكمة العليا الفصل في تحديد دستورية أي قرار في محاولة أخيرة لمنع أي مُشَرِّع من تمرير قوانين قد تكون فيها من الجنون أو العنصرية ما يكفي، ولكن المحكمة العليا نفسها هي مجموعة من البشر، لهم أجندات، وأحيانا يكون لهم آراء تشعرك أن النظام التشريعي كله يصوغه حفنة من المجانين. وعلى سبيل المثال، قد حكمت المحكمة…
إنشاء مشروع قد يكلفك طردك من بيتك إذا ما قُدِرَ لهذا المشروع أن يقام على أرضك
إمتلاك قطعة أرض والحصول على بيتك الخاص الذي لا يشاركك فيه أحد بمثابة حلم لكثير مننا؛ ملكيتك الخاصة، التي طالما تدفع مستحقاتها، لا يمكن لأحد أن يستولي عليها، – أو هكذا يزعمون- ما لم ترغب إحدى تلك الشركات في إقامة مشروع على تلك الأرض. التعديل الخامس في الدستور الأمريكي ينص على أنه يمكن للحكومة أن تستولي على ملكية خاصة من أجل تنفيذ مشروع يخدم الصالح العام – طالما تدفع الحكومة حق الإنتفاع – مثل أن تشكل هذه الملكية الخاصة عائقا يحول دون بناء طريق عام. على سبيل المثال: المحمكة العليا كانت تجاور أرض ” لندن الجديدة”، تم إنتزاع ملكيتها من أصحابها بعد تعويضهم بالمقابل المادي الذي ارتضته الحكومة لهم من أجل إفساح الطريق أمام إحدى شركات الأدوية والتي بدورها لم تشرع في بناء المشروع لتعرضها لضائقة مالية، فكانت النتيجة أن أصبحت الأرض خالية وتحولت في نهاية المطاف إلى مكب للنفايات.
بإمكانك أن تسجن عرقا كاملا، إذا كنت تملك سببا جيدا
خلال الحرب العالمية الثانية، قامت الحكومة الأمريكية بتجميع كل المواطنين الأمريكيين ذوي الأصول اليابانية في مخيمات للمعتقلين في الساحل الغربي، فقط لضمان أن لا يتجسسوا لصالح بدلهم الأصل-اليابان- وذلك بالرغم من أن أمريكا كانت في حرب مع النازيين لا اليابانيين في ذلك الوقت. بعد ذلك قام مواطن أمريكي من أصل ياباني يدعى ” Fred Korematsu” برفع دعوى قضائية ضد أمريكا والتي انتهت إلى أن المحكمة العليا صوتت لصالح أمريكا. بالرغم من القوانين المساندة لحقوق المدنيين مثل إلغاء الفصل العنصري في المدارس و إباحة الزواج بين الأعراق، والتي قامت على آثار هذا القانون السافر من أجل الإنتصار لحقوق المدنيين إلا أن هذا القانون لم يتم تعديله في الدستور ويمكن إعادة تمريره فقط إذا توفرت الإرادة السياسية لذلك.
من حق الحكومة أن تصيبك بالعقم بدعوى اليوجينيا وتحسين السلالة
بدأت قضية كاري باك ضد بيل في 1972 عندما تم إرسال باك إلى مستعمرة فرجينيا لمرضي الصرع والعته بعد اغتصابها من قبل ابن شقيق والديها بالتبني حيث اعتقد أهلها أن هذا هو أفضل حل حتى لا يتم فضح ابن العائلة وتتلوث سمعة العائلة. لاحقاً تم عرض قضية كاري على المحكمة العليا التي حكمت بتعقيم كاري واستندت إلى ذهابها هي وأمها إلى مستعمرة المجانين وافتقارها للذكاء وتاريخ أمها في البغاء وغرابة شكل ابنتها، وشهد العشرات من الخبراء ضد كاري في المحكمة مثبتين بتلك الأدلة أن سلاسة باك معيبة. قضت المحكمة العليا في النهاية بأحقية القانون في تعقيم كل من الرجال والنساء بإزالة الخصيتين أو الرحم إن كان ذلك سيحول دون توارث الصفات غير المرغوب فيها مثل الغباء أو الجنون والأمراض. تم إبعاد ابنة كاري عنها وعاشت مع جديها، وطُبق حكم التعقيم على كاري وأختها الصغرى.