عيد الأضحى …
مع قرب حلول عيد الأضحى واداء شعائر فريضة الحج الأكبر, يزداد الأقبال على شراء الأضاحي المختلفة و في تلك الأيام يزداد اكل اللحوم وتوزيع اللحوم على الفقراء والمحتاجين ,ولكن دعنا نعلم الحكمة من تزامن سنة الاضاحي واداء فريضة الحج في نفس الوقت.
فريضة الحج ومدى عظمة التضحية بها
اداء الحجيج لمناسك الحج في ايام معدوات كما قال الله في القران ,فالحاج دفع الكثير لاداء لتلك الفريضة وترك الاهل والمال والأولاد في سبيل الله ولا يعلم هل سيعود لهم بعد الحج ام لا؟ وهو يعلم ويتسائل في نفسه ماذا سوف يحدث له اثناء الحج من مشقة الوقوف بعرفات ورمي الجمرات وطواف الافاضة وتلك المناسك يتعرض لها الحجاج من مكروهات واذى واحيانا كثيرا الوفاة لكثير من الحجيج نتيجة التزاحم الشديد, فالحاج الصادق في سبيل الله يعلم بقدر التضحية التي يقدمها الى وجه الله في صورة اداء لمناسك الحج, حتى كان رجوعه الى اهله واولاده سالما غانما كان عيد له ولاهله وشعورهم بتقبل تضحيتهم لله, وتلك الفريضة التي فرضها الله لمن استطاع اليه سبيلا تاتي لتذكير الله للحجيج بقصة التضحية العظيمة من قبل ابو الأنبياء ابراهيم خليل الله الذي ابتلاه الله بكلمات فأتمهن, حتى اذا بلغ به الامر أن يترك زوجته هاجر وابنه الرضيع في قلب صحراء قفراء بأرض مكة حاليا حتى يتسائل البعض كيف يتركهم نبي الله ابراهيم في ظل الظروف الصعبة وهذا الرضيع الذي معه من أين يأكلون ويشربون, ولكن الأنبياء لايفكرون بمثل هذه الطريقة فهم يأوون الى ركن شديد,وتسأله هاجر وقد تعلقت به ترجوه أن لايتركهم وتقول:ألله امرك بذلك فقال ابراهيم:نعم فقالت هاجر فأن الله لن يضيعنا ابدا, حتى نفذ الماء والغذاء تركض هاجر الى اعلى الجبل الصفا مهرولة لعلها تجد شيئا تنقذ بيها فلذة كبدها ثم تنتهي الى المروة سبعة اشواط حتى اتى فرج الله فاذا الماء ينبثق من اصابع الطفل متدفقا فوارا فكبرت هاجر وانكبت على الماء تحوشه بيدها حتى ايقنت ان الله تقبل تضحيتها.
تضحية نبي الله اسماعيل الذبيح
فرض الله على الحاج أن يقدم الهدي من ذبح اضاحي لمن استطاع بعد اكمال الحج وبعد التحلل الأكبر, تذكيرا وتشبيها بقصة الفداء الكبرى بقدوة اسماعيل الذبيح ونبينا ابراهيم الخليل,فعندما رأى ابراهيم الرؤيا وأومر بذبح اسماعيل ورؤيا الأنبياء حقيقية ,قام ابراهيم بتلبية الدعوى ورضا اسماعيل بالذبح في سبيل الله ولوالده,حتى اذا قام ابراهيم بتكملة الأمر ارسل الله اليه كبشا فداءا لاسماعيل ولتحقيق الرؤيا, حتى صار الكبش عيدا وفرجا من الله على ابراهيم لأرجاع ابنه اسماعيل سالما ولتقبل الله لتضحية نبينا ابرهيم.[clear] فهيا في هذا العيد المبارك أن نضحي بأغلى ماعندنا في سبيل الله,هيا بنا نضحي بابتعادنا عن الخطايا والمعاصي,هيا بنا نضحي بابتعادنا عن ملذات الدنيا وشهواتها, هي بنا نضحي حتى نصل للصبر والتقوى.