الصحراء , من أرض بور الى موطن للحياة …
لا يخفى عنا طبيعة الصحراء القاسية ومناخها الصعب وحتى اتساع مساحتها, لكن و بالرغم من هذا تزخر الصحراء ولاسيما صحراءنا العربية من المغرب الى المشرق تزخر بطبيعة تأسر الفؤاد وتخطف الأنظار وتسر الزوار. فالصحراء تبقى مكانا مقصودا من قبل العديد من الزوار والسياح من شتى أصقاع الأرض وممن يحجون الى قبلة الصحراء. إلى جانب هذا فالصحراء تشمل على مختلف أنواع وأشكال الحياة بأطيافها من نباتات نادرة وحيوانات وحدها الصحراء من تتفرد بتوفير الاقليم المناسب لعيش هذه الكائنات, إلى جانب كل هذا فان واحات الصحراء تتميز بكونها ملجأ وملاذا للحياة البشرية اذ تعيش بها بعض القبائل وأيضا بعض القبائل من البدو الرحل ممن يترحلون في أركان الصحراء في واحدة من أكثر طرق الحياة اثارة للاهتمام.
الأعراس و الأفراح عند سكان الصحراء
تعد مواسم الأعراس والأفراح عند سكان الصحراء واحدة من الصور التي ترسم أبرز معالم عاداتهم وتقاليدهم. الشيء المميز في سكان الصحراء هو أنهم يتقدمون في العرس أو الفرح يتقدمون بتوجيه دعوة عامة الى كل أبناء القبيلة أو القرية أو العشيرة وأيضا الى كل السياح المتواجدين بمنطقة العرس. في الصحراء الافريقية قد تختلط بعض عادات قبائل الطوارق الأمازيغية مع العادات العربية. يعد البلوغ والعقل وسمعة القبيلتين المتصاهرين أحد أهم شروط الزواج لدى أهل الصحراء. إضافة الى هذا على كل رجل يتقدم بطلب يد الفتاة الصحراوية عليه أن يقدم لأهلها عربون وفاء أو الصداق أو بتعبير أخر الشرط ألا و هو الابل و لا يشترط فيها العدد عادة و كذلك شيء من المجوهرات القيمة التي تقدمها قبيلة العريس الى أهل وقبيلة العروسة. ويتم الفرح بعد الموافقة المتبادلة وذلك بحضور المدعوين الى جانب الفرق الموسيقية الفلكلورية مع تأدية رقصات تقليدية وقد تختلف من الغرب الى الشرق اذ تتميز رقصة فرسان الطوارق والبارود في الغرب ورقصة السيوف في الشرق. وكما سبق و أن ذكرنا الأعراس هي المناسبة المميزة التي تسمح لنا بالتعرف و التقرب من عادات المجتمعات القبلية التي تعيش داخل الصحراء.
الصحراء بين القهوة العربية و الشاي الطارقي
أهل الصحراء هم من أكرم و أجود الناس. ويعد الشاي الطارقي الذي تقدمه قبائل الطوارق لزوار الصحراء الافريقية يعد من أبرز رموز عادات الأجداد والأسلاف. كما يعتبر الشاي لدى قبائل الطوارق التي تسكن صحراء افريقيا يعد رمزا للسلام و الضيافة. إذ يحكى ويروى الكثير من القصص والحكايات حول حروب هذه القبائل التي ترتبط عادة بالنزاعات على الارض وكيف أن الشاي الصحراوي حقن الدماء و أوقف هذه الحروب. أيضا ينفرد سكان صحراء افريقيا فيما يخص العادات المرتبطة باعداد الأطعمة و الأطباق حيث يعد طبق الكسكس الشهير بلحم الابل و التمر و البيض,و دون أن ننسى ذكر “كسرة الرميلة” و هي عبارة عن رغيف خبز يعد باستخدام الرمل و الحطب المحترق. أما في الصحراء الشرقية تعد القهوة العربية الأصيلة من أجود أنواع القهوة على الاطلاق وهي الأخرى رمز الضيافة والكرم عندما تقدم للسياح ورمزا للسلام و التآخي بين القبائل العربية التي تعيش في الصحراء.
عادات سكان الصحراء
تعد المجتمعات البشرية التي تعيش بالصحراء مجتمعات بسيطة تعتمد في أساسها على الموارد الطبيعية والتأقلم مع المناخ عن طريق التنقل خاصة لدى البدو الرحل وكما يمتهن سكان الصحراء بعضا من المهن الحرفية المرتبطة بتجسيد التراث الثقافي. آلا انه ومع التقدم الذي نعايشه اليوم قد نرى نوعا من الاختلاط والتداخل بين حياة أو عادات سكان الصحراء البسيطة والحياة الحضارية الحديثة لكن هذا لا يعنى أن عادات وتراث سكان الصحراء قابل للاندثار لا بل وبالعكس فان التطور الحاصل يسهم بشكل أو بأخر في تعزيز وحماية هذه الموروثات الثقافية والتراثية.