أثناء مطالعتي اليومية لصفحة الفيس بوك في أيام عيد الأضحي الماضي, وأثناء مطالعة المباركات بالعيد ورسائل التهنئة من الأصدقاء, وجدت التايم لاين كله يتحدث عن ظاهرة اختصروها في اسم ” عبده موتة “. تساءلت ما هذا؟ وبعد البحث عرفت أنه اسم لفيلم تجاري من أفلام العيد والتي اعتادت احدى شركات الانتاج على انتاج مثل هذه النوعية من نوعيات الافلام التجارية الرخيصة ,والتي تستهدف دائما جمهور العشوائيات والطبقات الفقيرة والتي لازالت تستطيع أن تتابع مثل هذه الافلام وتعتبرها من أسباب البهجة القليلة في حياتهم.
وجهة نظر مختلفة وجريئة حول ظاهرة عبده موتة
وأثناء متابعة الموضوع على صفحات الفيس بوك وجدت أحد التعليقات لاحدى الاصدقاء وقد أعجبني جدا طرحها ونقدها الفكري البسيط والواضح لفيلم عبده موتة وكان هذا طرحها:
“نتكلم بصراحة مفرطة أنا ماكنتش رايحة عبده موته بس دلوقتى بجد أنا مبسوطة إنى دخلته مش عشان هو فيلم ماحصلش بس عشان فهمت تفكير طبقة هى اللى بتحدد مسار البلد ده دلوقتي ..أولا السينما كانت كومبليت مع إن الفيلم اللى جنبه اللى هو جيمس بوند مافيهوش كام واحد…ثانيا القاعة نصها بنات ..ثالثا احنا ناس بنتعامل بنخبوية شوية وناسيين فئة كبيرة جدا ومهمة جدا ومالهاش حسابات فى تويتر ولا فى الفيس ومش بتسمع فيروز ومش بتقعد فى سلينترو وكوستا ومش بتقرا ليوسف زيدان والمنسى قنديل ومش مهتمة اوى بالفلسفة والمنطق ولا الكلام ده كله يفرق معاها ..ولا هى شاطرة بس تتصور وتعمل شير لزمايلها فى الصور عشان يقوله يازعيم ويابرنس …بس عبده موته بيعبر عنهم ..ولد فى جسمهم، فى ضآلتهم، فى مستوى تعليمهم، فى أسلوبهم الواطى، فى نظرتهم للدنيا ..الفئة ده كل واحد منهم معاه بطاقة انتخاب وأغلبهم على فكرة وصلوا النظام الحاكم دلوقتى لمكانه لانهم فاكرين ان من خلال ده هيبقوا زى الناس اللى فوق أو اللى هم فاكرينهم فوق ..الفئة ده احنا بنركب معاها التاكسى وبيصلحوا عربياتنا وبيجيبولنا الطلبات لحد البيت واحنا بنلعب دور المحسن العطوف ونبص ونقول جدع ياحبيبى انك بتشتغل بس هو مش عاجبه وان عجبه النهاردة مش هيفضل طول العمر مبسوط بحاله ..الفئة ده كان ليها دور محورى فى الثورة ناس احسن منى عارفين ده ..الفئة ده للأسف ماحدش بيتوجه لها !! بس عبده موته عارف مفاتيحهم ..”
بعدما قرأت ما كتبته وجدت نفسي أعيد النظر فعلا في أفكاري وأفكارنا جميعا. سألت نفسي لماذا ننظر الى هذه الفئات المهمشة والفقيرة بشكل فوقي ومن ابراج عاجية؟ هذه الفئات فعلا مؤثرة في صناعة القرار السياسي بدون أن تقصد, وهي التي يعول عليها كل الاحزاب السياسية الان في كسب أصواتها والحصول علي أغلبية البرلمان. هذه الفئة من الناس كثيفة العدد, وتتكيف مع أقسي الظروف حتي لا تنفجر.
وجهة النظر التقليدية في سكان العشوائيات
أصحاب وجهة النظر التقليدية الفوقية ستجدهم في الاغلب اما علي صفحات الفيس بوك وتويتر يعبرون عن ارائهم ويعلقون من عليائهم على كل شئ وأي شئ. أو من الممكن أن تجدهم جالسين في المقاهي الثقافية والصالونات الثقافية الشبابية. يتناقلون الاراء ويتناقشون وكأنهم عرفوا بحال أصدقاء عبده موتة ويتحدثون باشمئزاز بالغ عن هذه البيئة ومن فيها.
الخلاصة من وجهة نظري في تذويب الفوارق بين فئات المجتمع حتى لا يتفرق ويتمزق. لا يضير مجتمع ان يحدث اختلاف بين اهله ولكن في حدود معقولة. انصح اصدقائي الا يكونوا مترفعين في تعاملهم مع من دونهم في المستوي لأن الاختلاف سنة الكون, وكل انسان يستحق ان تكرمه وتعامله باحترام مهما كان. وحتي تفعل ذلك يجب ان نفهم بعضنا بشكل افضل.