مشكل الزواج لدى الشباب
من المأهول أو المألوف أن يكون الزواج انجازا يستفيد منه طرفي الزواج وعلى أن يكون الزواج علاقة تربط بين طرفين في المصير والحياة حلوها ومرها, عادة الزواج ليس بتلك السهولة اذ عهد آباؤنا وأجدادنا من قديم الأزمان وفي شتى البلدان والمجتمعات عهدوا على أن يتم الاعداد للزواج بوقت طويل قبل موعده وأن تتوج مراحل الاعداد بفرح الزواج الذي يزف فيه العروسين خبر الزواج الى العامة من الأصدقاء والعائلة و الجيران والأقارب. لكن و في أيامنا هذه تبسط المشاكل المتراكمة ظلها على مفهوم الزواج ليصبح أو يصير مشكلا ومعضلة تؤرق العديد من الشباب, إذ يعرب البعض عن سخطهم للظروف والشروط التعجيزية التي يفرضها الأولياء على العرسان من ذوي الدخل المحدود وحتى في بعض الأحيان تكون شروط الزواج تعجيزية بالنسبة الى الميسورين والأثرياء ولهذا يقبل الشباب على زيجات أو زواج من أنواع آخري جدلية في نظر المجتمع وغير متكافئ في ميزان الدين والفقه ومن بين هذه الزيجات الزواج العرفيون زواج المتعة موضوعنا لهذا المقال.
زواج المتعة الظاهرة الجديدة القديمة
قد يبدو للبعض من الأشخاص مصطلح زواج المتعة مصطلحا جديدا نوعا ما وحتى ظاهرة زواج المتعة تعرف على كونها ظاهرة ليست بالمألوفة على العديد وحتى أن بعضا من الأشخاص يعتبرونه ظاهرة دخيلة من مجتمعات غريبة وبالأحرى ينظر اليه في مجتمعاتنا كظاهرة وليدة للزمن الحالي, لكن العارفين والملمين بشؤون الدين من أئمة وفقهاء ومفتين متيقنين من أن ظاهرة زواج المتعة هي ظاهرة ليست حقا بالغريبة على المجتمع الاسلامي ككل ومعروفة جدا باعتبار أنها واحدة من أكثر المواضيع اثارة للجدل في الدين الاسلامي.
ما هو زواج المتعة أساسا
وحتى نعرف المزيد عن حيثيات وتفاصيل و جدلية زواج المتعة في الدين الاسلامي لا بد أن نتيقن أولا بمعرفة معناه. زواج المتعة من ناحية الاصطلاح هو زواج كغيره اذ يجمع أو يقرن المرأة بالرجل أما مصطلح المتعة هو الذي يمثل اختلاف هذا الزواج عن غيره اذ وبموجب مقتضى زواج المتعة يدوم أو تدوم العلاقة بين الطرفين لمدة محدودة و مؤقتة سالفا في عقد الزواج وكما لا تحظى الزوجة في زواج المتعة بحق الميراث من زوجها. لزواج المتعة أيضا أحكام و أركان وضوابط نذكر منها ثلاث أولها يشترط في زواج المتعة القبول المتبادل من الطرفين على مضمون هذا الزواج وان كانت المرأة بكرا فيشترط قبول ولي أمرها عكس الزواج العادي الذي يفرض قبول أولياء الأمر بغض النظر عن وضعية المرأة, ثانيا وجوب احترام العدة الشرعية بالنسبة للمرأة المطلقة أو الأرملة, ثالثا أن لا يكون للزوجة حق على الزوج سوآءا في الميراث أو النفقة.
زواج المتعة جدال ديني واسع
ويعرف زواج المتعة كونه محل جدال ديني واسع, إذ ينحاز كبار علماء الفقه ورؤساء الطوائف كل الى جانب من محلل ومحرم في أمر زواج المتعة, طوائف السنة والمالكية والاباضية والزيدية تصف زواج المتعة بالمحرم شرعا, أما الشيعة الاثنا عشرية أو الامامية فهي تحلل زواج المتعة لا وبل تثبت أن زواج المتعة من بين الأعمال المأجورة عند الله.
زواج المتعة. واقع مغاير
اعتبارا من مواقف الطوائف والفقهاء المتباينة حول موضوع زواج المتعة يعد هذا الزواج ظاهرة جديدة نوعا ما وغريبة داخل المجتمعات الاسلامية السنية والمالكية والاباضية وغيرها من الطوائف المحرمة لزواج المتعة, حتى أن بعضا من الدول الاسلامية تمنعه قانونيا, ونظرا لأركانه وضوابطه قد يمثل أداة تهدم البنية الاجتماعية لأسس العائلات والأسر في مناطق عدة ويذهب بعض الأئمة الى أبعد وصف ممكن الى حد وصف زواج المتعة بالآفة الاجتماعية الهدامة والخطيرة نظرا لغياب أبسط أخلاقيات علاقة الزواج العادية وكذلك للمشاكل التي قد تنطلي من جراء الاقبال المتزايد من الشباب على ظاهرة زواج المتعة, ويتهم عدد من الشيوخ المتعصبين المحسوبين على تيارات سنية أنظارهم من طوائف أخرى يتهمون هؤلاء بتشجيع الشباب على اتباع طوائفهم من خلال طرق باب زواج المتعة واستخدام الاغراءات المختلفة, وقد بثت قنوات ومصادر اعلامية عديدة تقارير عن شباب اعتنقوا مذاهب دينية محددة استجابة لهذا الاغراء أو ما يمكن وصفه بمعنى أخر التشيع رغبة في زواج المتعة, وليس المذهب وحده مشجعا على زواج المتعة بل ان الانقسام الفقهي يشق مشايخ الطوائف المعارضة وقد يرتبط الاقبال على زواج المتعة بنزوة ورغبة فردية مبنية على أساس التأويل الشخصي لمصادر التشريع المتاحة أي كأن يفتي المرء لنفسه بشرعية زواج المتعة بغض النظر عن طائفته أو حتى قناعته العقائدية اذ قد نلحظ أن البعض من الناس يعانون من أزمات نفسية مرتبطة بالسلوكيات الجنسية تجعلهم مقبلين على تحليل المحرم أو تحريم المحلل في عدة أمور مرتبطة بالزواج الجدلي كزواج المتعة والزواج العرفي و غيرهما.