بداية في عالم الفوركس : بدايتي التجريبية في عالم تجارة الفوركس

للاسف يجب ان نتخلى عن عدد من العاملين بالشركة لتخفيض التكاليف عن ميزانية الشركة للعام الحالي نتيجة اضطراب الاحوال السياسية والاقتصادية للبلاد, ويؤسفنا ان نبلغك انك من الذين قررت الشركة الاستغناء عنهم ,ليس نتيجة تقصيرك في العمل ولا بتسببك في أي ضرر ولكن الاختيار تم على أساس الاحدث تعاقدا مع الشركة أو المرتبطين بعقود مؤقتة, اوراقك الخاصة بالادارة تستطيع اخذها حالا او في أي وقت ونتمني لك فرصة افضل في عمل أخر”….

كانت هذه العبارات المؤلمة في وقتها, هي اخر ما قاله لي مدير الموارد البشرية في شركة الادوية التي كنت اعمل بها حتي العام الماضي 2012م وكانت هي المقدمة او مثلما احب ان اقول “الخطوة الاولي”.  هي الخطوة الاولي التي اعقبت فترة لا اعرف حقيقة هل كانت مرهقة لي ومتعبة لنفسيتي أم تعرضت لها بلا مبالاة وعدم اكتراث, المؤكد انني حزنت ولكن كان بداخلي شعور قوي بخير وفير قادم. كنت دائما من المؤمنين بأن في كل محنة منحة, وصدقت بيقين في بشارة الرسول “ص” عندما جاءه الوحي على يد جبريل عليه السلام بالايات المبشرات “ان مع العسر يسرا, ان مع العسر يسرا” صدق الله العظيم. البشري ازدان بها وجه الرسول “ص” لأن الله سبحانه وتعالي اقسم بهذا القسم مرتين في أيتين متتاليتين وهذا توكيد قوي جدا هون على الناس كثيرا من الهم واصبح دافعا ايجابيا للصبر على كل ابتلاء بثقة في ان الحال سينقلب لسعادة اذا التزم الانسان بالصبر الجميل.

فترة البحث عن طرف الخيط : لماذا تجارة الفوركس ؟

بعد اسبوع من مقاومة تأثير الحزن ومغالبته بقوة, اشتبكت فيه مع عشرات المواقع الالكترونية مثل الفيس بوك وتويتر والمنتديات المختلفة, كنت اشارك الاصدقاء بكتابات في كل موضوع. اخذني الوقت والتهمني الفيس بوك فأصبحت اقضي فيه الوقت صباحا وليلا بدون انقطاع. وفجأة احسست انني اضيع الكثير من الوقت بلا طائل. افوز في معارك كلامية افتراضية واوهم نفسي بانتصارات كلامية زائفة لا يعول عليها ولا جدوى من ورائها الا ضياع مزيد من الوقت, والعمر يجري ولن يتوقف, سألت نفسي ما العمل؟ كيف السبيل الي سلم المستقبل السعيد؟ والخطوة الاولى؟

الخطوة الاولي

وانا غارق في تفكيري جاءني ايميل دعائي عن احد مواقع الانترنت الخاصة بتجارة الفوركس. وكنت قد سمعت عنها كثيرا قبل ذلك ولكن لم تحركني شرارات الدهشة والفضول لأن ابحث خلف هذا المفهوم واتعرف عليه بشكل اعمق. هذه المرة اختلف الامر, قررت ان اتحسس الطريق واوغل فيه برفق ولو على سبيل العلم بالشئ ليس الا. تصفحت الموقع, ومنه الى المنتدى المرابط له وتابعت تعليقات الشباب والفتيات وحتى الشباب الصغير الذي لم يبلغ العشرين من عمره بعد. تعجبت وسألت نفسي ما يمنعك عن ان تتفهم وتفهم عن الفوركس وشباب اصغر منك سنا بعقد من الزمان يفهمون ويتاجرون ويكسبون, ومادام هناك شبابا تركوا اعمالهم التقليدية طائعين ليتفرغوا للعمل على لوحات ومؤشرات وعالم الفوركس, اذن هم وجدوا فيه ضالتهم التي كانوا يبحثون عنها, وهذا في ظني شئ يدعو للبحث اكثر في هذا العالم الكبير المدهش.

بدأت اثناء مراجعتي لبعض دروس اللغة الانجليزية تحميل بعض فيديوهات تعليمية عن تجارة الفوركس وكنت قبل وقت النوم في المساء اتناول فنجان الشاي واستمع لشرح الشارحين عن تجربتهم العملية مع الفوركس. كان الشرح سهلا وايسر مما توقعت ,فكنت اظنه مجالا صعبا ويعصي على الكثيرين فهمه. شاهدت اكثر من فيديو تعليمي على اليوتيوب ايضا . بعدها بدأت في الاشتراك بأحد مواقع الفوركس ومنتداها , وحصلت على حساب تجريبي بقيمة خمسة الاف دولار , تعطيك الشركة صاحبة الموقع هذه الفرصة للتجربة والتدريب العملي حتي يصل الشخص المتدرب للمستوي الذي يؤهله لبدء انشاء حساب حقيقي ويبدأ في المتاجرة الحقيقية ويجني الارباح.

بدايتي مع الحساب التجريبي  في عالم الفوركس

بدأت التجربة مع الحساب التجريبي الذي بدأته بالرقم 5000$ كما هو المعتاد من الشركة التي بدأت مشواري مع الفوركس معها. بدايات التجربة كنت اتعلم بمنطق الطفل الصغير وهو التعلم عن طريق الخطأ وتصويبه, وتكرار الخطأ والبحث عن تصويبه بطرق مختلفة لتطرح نتائج مختلفة. تعرفت في هذه الفترة على المعني العملي الواقعي لمسميات الفوركس الشهيرة مثل زوج العملات المتداولة الرائجة الشهيرة مثل الازواج “يورو\دولار امريكي, جنيه استرليني\دولار امريكي, ين ياباني\دولار امريكي, دولار استرالي\دولار امريكي” وتعرفت ايضا على بعض الازواج المعاكسة كما يسميها خبراء التداول في الفوركس وهي تشكيلات لعملات ليس من بينها الدولار الامريكي ومن امثلتها “ين ياباني\جنيه استرليني, جنيه استرليني\يورو, دولار استرالي\يورو” وهي اقل في نسبة المتداولين ,واضعف في حركة المؤشر وقليلة التغييرات والاحداث. وتعرفت أيضا على مصطلح الرافعة المالية بشكل عملي, وعلى خاصية التداول المباشر, والتداول المحدد سلفا. وتعرفت لمفاهيم مثل الشموع اليابانية وتعرفت على اهميتها الكبيرة في تحليل الوضع العام والخاص لزوجي العملات التي اتعامل عليها في التداول, ولها دور كبير في قراءة المنحنيات وتوقع اتجاه المؤشر ان كان الي الصعود او الي الهبوط أو الي الاستقرار لفترة في مستوي محدد.

وفي هذه الفترة استطعت ادراك حجم التأثير الحقيقي للاحداث الاقتصادية الكبيرة على المستوي العالمي وخاصة في دول الغرب اوروبا والولايات المتحدة نظرا لانها تتعامل بالعملتين الرئيسيتين الاتي يتعامل عليها اغلب المتداولين على شبكة الفوركس , وخاصة المبتدئين مثلي وهما زوج اليورو\دولار امريكي نظرا لدراية اغلب المشاركين بهم وبأخبار هذه البلاد بالمتابعة العادية لبرامج الاخبار اليومية, طبعا بالاضافة للنشرات الدورية التي نجدها على موقع الشركة التي توفر خدمة التداول نفسها والتي تساعد المتداولين ايضا بمقالات تحليلية وتوقعات عامة لكل زوج من ازواج العملات المتداولة. أمر مثير للاهتمام عندما تجد بنفسك كيف تتأثر اقتصاديات ملايين المتداولين والشركات والمؤسسات الكبرى والبنوك بسبب خبر اقتصادي واحد ينشر في الاخبار بسطر من عدة كلمات, كنت قبل ذلك اتعجب لماذا تصعد وتهبط اسهم البورصة بسبب اشاعة عامة في البلاد عن قرارات سياسية او اقتصادية او مجتمعية منتظرة سواء كانت اشاعة كاذبة او فيها جزء من الحقيقة, واتذكر دائما المثل الشعبي القائل “رأس المال جبان”. وافهمه بأن اصحاب رؤوس الاموال يبحثون عن المكسب بالتأكيد ولكن الاهم من المكسب الامان واستقرار أسهمهم في مكان غير مضطرب ويخضع لحالة الطوارئ والانقلابات.

ختام

استطعت في فترة شهور ان اتعرف اكثر على امكانيات الفوركس في نقل الشخص بالفعل من مرحلة العامل والموظف التقليدي الي شخص يستطيع التفكير في احلامه مرة اخري ويبحث بالفعل في امكانية تنفيذها وتحقيقها على ارض الواقع, كل ما يحتاج اليه هو هذه الكلمة السحرية في مشوار الالف ميل “الخطوة الاولى”.