الكذب عند الرجال …حتى و لو لم يكن معهودا …
لقد جرى الاعتقاد الدائم وساد في أذهاننا أن الكذب هو في العادة من سمات النساء. وحتى قد ذهب العديد في ذلك المعتقد السائد الى تأكيد أن الكذب وتغطية الحقيقة هو من عادة المرأة من خلال تجارب طب النفس واعتدنا على مصادفة هذه الفكرة حتى في بعض من المؤلفات الأدبية والتي صورت المرأة عدة مرات في صورة الشخص الضعيف الذي يلجأ الى الكذب أحيانا طلبا للحماية. لكن ومهما كان سبب أو دافع الكذب الى أنه وفي واقع الأمر قد لا يكون حكرا على الجنس اللطيف وحده فآدم ليس معصوما من الكذب هو الأخر فالبرغم من قوته وكبريائه واستعلائه قد يلجأ الرجل في وضعيات كثيرة الى الكذب هو الأخر في محاولة لحل بعض المشاكل أو حتى التهرب من المواجهة أحيانا.
الرجال و الكذب و العلاقات العاطفية
ويميل الكثيرون الى الاجماع بأن أبرز المواضع التي قد يتمرس فيها الرجل الكذب هي دائما ما تكون متعلقة ومرتبطة بشكل أو بأخر بعلاقاته العاطفية. فالعديد من الرجال من المتزوجين يستخدمون الكذب من أجل التملص والتهرب من المصارحة وكشف الحقيقة وهذه خطوة منهم لأجل المحافظة على اطار مؤسسة الزواج والحياة الزوجية الطبيعية فعلى سبيل المثال قد يكذب الرجل بخصوص مواعيد العمل كأن يختلق عذرا واهيا متعلقا بظروف عمله في محاولة لتبرير الغياب المتوسط الى طويل المدى عن البيت ويذهب العديد الى وصف هذا النوع من الكذب بالكذب الأبيض ظنا واعتقادا بأنه كذب غير ضار في واقع الأمر وليس من شأنه أن يهدم المنظومة الأخلاقية ولا حتى أن يؤثر عليها. خارج مؤسسة الزواج ودائما في ميدان علاقات آدم مع الجنس اللطيف قد يتخذ بعض من الرجال الكذب سبيلا ووسيلة ناجعة في نصب ونسج شباك الحب حول المرأة المرجوة على سبيل المثال قد يستخدم بعض الرجال الكذب من أجل نيل حب وتقدير النساء في بداية العلاقة الفتية حتى وفي تطور مرحلة العلاقة ودخولها النفق الذهبي باتجاه الزواج وتحديدا في فترة الخطوبة طالما استخدم الكثير من الرجال سلاح الكذب الفتاك في نسج ومحاكاة الأعذار التي تحول دون أمر التقدم في العلاقة والوصول الى تحديد موعد للزواج على سبيل المثال. وقد يكذب آدم على شريكته أو عشيقته أو خطيبته من أجل حماية أسرار خطيرة أو من أجل ابراز الحب الشديد أو أبعد من هذا وذاك بكثير قد يكون الكذب في العلاقات أمرا مرتبطا بعقد نفسية مثل عدم الشعور بالراحة أو الأمان أو بدافع الانتقام. آذن قد تترابط دائرة الرجال مع دائرة العلاقات العاطفية ودائرة الكذب.
الرجل مجبر على الكذب
بعيدا عن العلاقات العاطفية المعقدة والظروف المحيطة بها والغموض الذي يكتنف ثناياها. هذه المرة سنتوغل في قلب كواليس الحياة العملية وبعض الارتباطات الخارجية التي طالما كان محل اهتمام الرجل التي يعنيها اهتماما بالغا. بداية بالعمل قد يمتهن الرجل الى جانب عمله مهنة الكذب داخل المؤسسة التي يعمل بها وبغض النظر عن طبيعتها فعلى سبيل المثال وكنتيجة حتمية لبعض ضغوط العمل التي قد يتعرض لها الرجل يستعمل هذا الأخير الكذب من أجيل نيل بعض الامتيازات كالعطل المرضية وتخفيف في وتيرة العمل وحتى أن الرجل يحبب الكذب في عمله حتى يتهرب من المسؤوليات والارتباطات المهنية التي تقع على عاتقه. ويكون الرجل مجبرا كذلك على الكذب في بعض المهن وميادين العمل المعينة تبعا لطبيعتها مثل تلك المهن المرتبطة بالمؤسسات الأمنية و ذات الطابع العسكري اذ يكون الرجل عادة في هذه الوضعية مجبرا على الكذب بخصوص أمور كثيرة تخص طبيعة عمله ومهماته. أيضا بعض من رجال الأعمال الكبار والمسيرين ومسؤولي الشركات الكبرى قد يستخدمون الكذب ويندرج هذا ضمن الاستراتيجيات التخطيطية الاقتصادية من أجل استقطاب أكبر عدد ممكن من الصفقات الناجحة بسرية تامة والتقدم على المنافسيين.وبهذا تكون مسألة الكذب أثناء حياة الرجل المهنية أمرا ملزما له لا محالة.
حبل الكذب قصير لمن يتشبث به
الكذب وتغطية الحقائق أمر واردا جدا في حياة الرجل سواء الشخصية أو العاطفية أو حتى المهنية. لكن من باب الأخلاق والنظم العامة يبقى الكذب أمرا منبوذا ومكروها جدا ومهما كانت دوافعه وأسبابه و مهما اختلفت أحجامه وأشكاله وألوانه من كذب أبيض أو أسود حتى. هذا لأن كل من يقبل على الكذب ينكشف عاجلا أم أجلا و هنا بالتحديد حيث لا ينفع الندم ولا يمكن اعادة الزمن الى الوراء تقع عواقب الكذب التي تكون مدمرة ومؤثرة بشكل سلبي جدا على حياة الرجل ومن يحيط به من الأقرباء والزملاء في العمل وغيرهم من أفراد المجتمع. فقد يكون الكذب سببا في فقدان الرجل لاعتباره وقدره على مستوى المجتمع المحيط به وحدوث أزمات نفسية حادة على مستواه الشخصي كفقدان الثقة في النفس والشعور بالفشل والإحباط إذن فلكل من ينتهج الكذب سبيلا للخلاص اعلم أن حبل الكذب قصير وقد ينقطع بسهولة في أي وقت وتحت أي ظرف دون سابق انذار.