برع العرب إبان حضارتهم الزاهية في شتي ميادين العلم وفي كل مناحي الحياة فما تركوا شيئا إلا وطرقوه فقد كانوا بحق جهابذة في كل شئ ومن بين ذلك تفوقهم المذهل في ركوب البحر فصنعوا السفن و رسموا الخرائط للبحار و المحيطات و اليابسة و لم يتركوا أرضا إلا ووصلوا إليها وقد أكتشف العرب الأمريكتين قبل أن يصل إليها البحر والمستكشف كريستوفر كولومبوس بنحو أربعة قرون من الزمان وما كان أن يكتشف هذا العالم الجديد إلا معتمدا على الرحالة العرب وخرائطهم ومخططاتهم التوضيحية وأوصافهم لهذه الأرض الجديدة بل إن بعض علماء الغرب أثبتوا بعد دراسات طويلة ودقيقة أن بعض العرب سكنوا هذه الأرض وأقاموا مع سكانها الأصليين علاقات تجارية.
من المحاولات التي قام بها العرب للوصول إلى تلك القارة ما عرف برحلة (( الفتية المغرورين )) التي ذكرها الجغرافي العربي الشهير (( الشريف الإدريسي )) في كتابه (( نزهة المشتاق في اختراق الآفاق )) التي تناقلها بعد ذلك كثير من الباحثين والدارسين وعكفوا على دراسة ما كتبه الإدريسي الذي ذكر أن ثمانية رجال لكنهم أبناء عم أنشأوا مركبا حمالا وأدخلوا به كل احتياجاتهم من الماء والزاد وما يكفيه لعدة شهور وانطلقوا من مدينة (( لشبونة )) على الساحل الغربي للأندلس لركوب (( بحر الظلمات )) المحيط الأطلنطي الآن وساروا في البحر 11 يوما حتى وصلوا إلى بحر غليظ الموج كدر الروائح كثير القروش قليل الضوء فأيقنوا بالتلف فردوا قلاعهم في اليد الأخرى وجروا في البحر ناحية الجنوب 12 يوما فخرجوا إلى (( جزيرة الغنم )) وفيها من الغنم ما لا يأخذه عدد و لا تحصيل، وكان لهذه الأرض ملك يحكم عليهم.
ذكر المؤرخ الغربي كوندي هذه الرحلة فقال: إنها استغرقت 36 يوما توصل فيها هؤلاء الفتية إلى اكتشاف عدة جزر في القرن الرابع الهجري العاشر الميلادي ومن بين هذه الجزر جزيرة (( أسورس )) وبعض جزر (( الأنتيل )) وكانت هذه الجزر من الأماكن المجهولة في المحيط الأطلنطي.
العرب وصلوا هذه البلاد قبل كولومبوس
وبعد دراسة و بحث توصل البروفيسير (( ليوويز )) من جامعة (( هارفارد )) بالولايات المتحدة إلى وجود كلمات عربية في لغة هنود تلك القارة وقال في كتابه (( إفريقيا وكشف أمريكا )) إن دخول تلك الكلمات العربية يرجع إلى سنة 1290 ميلادية أي قبل أن يصل كريستوفر كولومبوس إلى أمريكا بنحو قرنين من الزمان وقد يكون أصحاب تلك الكلمات اتصلوا بها قبل ذلك بقرنين آخرين من الزمان، وأيضا توصل العالم الإنجليزي (( شيليو ديك )) إلى أن العرب وصلوا هذه البلاد قبل كولومبوس .
يستطرد هذا العالم قائلا: إن العرب كان يتاجرون مع أمريكا قبل كولومبوس بزمان طويل ويظن عامة الناس أن كولومبوس هو أول رجل اكتشف أمريكا لقد حرف التاريخ وغيرت الحقائق.
كما أكد البروفيسير (( جيفريس )) الأكاديمي في جامعة (( ويتواترستراند )) بعد دراسة خلص فيها إلى أن العرب هم الذين اكتشفوا القارتين الأمريكيتين الشمالية والجنوبية قبل كريستوفر بنحو أربعة قرون، كما تبين من هياكل تم العثور عليها أن كريستوفر عندما وصل أمريكا وجد جماعة من السود الذين فروا من أسيادهم العرب، و أن المزروعات الإفريقية دخلت إلى أمريكا على يد العرب وأن العرب هم الذين نقلوا المزروعات الأمريكية إلى أوروبا.
كما أن العالم (( رنان )) كشف عن رسالة بخط كريستوفر كولومبوس نفسه، وفيها يعترف كولومبوس بأن مؤلفات العالم العربي الشهير (( ابن رشد )) هي التي أوزعت له بوجود أمريكا وساعدته في اكتشافها.
و من هنا يتضح للجميع أن العرب هم الذين اكتشفوا الأمريكتين وليس كريستوفر كولومبوس كما هو شائع بين الناس.