العالم المادي هو كل ما يدور حولنا في صور تفاعلية مادية مسموعة ، مرئية ومحسوسة وغيرها من صور التفاعل المادي المباشر وغير المباشر، بينما العالم الإفتراضي هو عالمنا الآخر الذي صنعه بنى البشر لإعادة إحياء التفاعل بصوره المختلفة لكن دون الحاجة لمادية التفاعل. [clear]يختلف سلوك الإنسان في العالم الإفتراضي عن العالم المادي نتيجة لاختلاف وسط التفاعل وطرقه، ومؤخراً شغل العالم الإفتراضي مساحة كبيرة من حياة كل منا مما جعل العلماء والباحثين يُفردون له مساحة في الأبحاث عنه وعن الفرق بينه وبين العالم المادي والسلوك الإنساني في كل منهما.
السلوك الإنساني
يمكن التعرف علي السلوك الإنساني في العالم المادي بصور واضحة وصريحة ، فنري الناس تتفاعل فيما بينها في الأماكن المختلفة بصور التفاعل الإنساني المادية فتتكلم أو تصمت، تضحك أو تصرخ، تلعب أو تضرب. بينما في العالم الإفتراضي لا تختلف صور التفاعل الإنساني بقدر إختلاف القنوات التي تحدث من خلالها، حيث تأخد أشكالا مختلفة وتخرج من دائرة المعروف والمحدود إلي دائرة الجديد والمتعدد حيث يكون الوسط المحيط أكثر مرونة؛[clear] علي سبيل المثال وليس الحصر، بعدما كان الكلام لا يحتاج غير الهواء كوسيلة إنتقال حتى تميزه الأذن، أصبح من الممكن انتقال الكلام فى الهواتف الأرضية منها والمحمولة، والإنترنت المسموع منه والمرئي، وهكذا حدث تطويع للعالم المادي لتمكين الناس من التفاعل بصور جديدة ومحاكاة السلوك الإنساني المادي ببدائل إفتراضية.
العالم الإفتراضي أم العالم المادي ؟
هناك من يري أن العالم المادي أفضل في التفاعل بين الناس، فهو صحي أكثر في المعاملات الإنسانية، حيت تكون التعبيرات مباشرة وصريحة. بينما هناك من يرى في العالم الإفتراضي فرصة أفضل في التعامل مع الناس، حيث تملك القدرة علي التحكم فى مجريات الأمور. [clear]رغم الاختلاف بين العالم الإفتراضي والمادي إلا أنهما ليسوا فى حالة إنفصال عن بعضهم البعض بل هم في حالة تداخل بشكل أو بآخر، وتصبح منطقة التداخل فيما بينهما هي عالم آخر وهذا العالم يتمايع بين الوضوح والغموض. فيري البعض أنه بين قلة الإمكانيات فى العالم المادي و تعددها في العالم الإفتراضي يكمن سر هذا العالم المتداخل. ومازال للفرد حرية اختيار أي العالمين يفضل بحسب طبيعة شخصيته وظروف حياته.