التفكير خارج الصندوق
اعلم تماما أن الحكومات العربية خاصة في البلاد غير البترولية. لا تقدم لشعوبها ما تستحقه من حرية وكرامة انسانية ومعيشة ادمية. نعلم جميعا هذا تماما ولكن دعونا نصارح بعضنا بما نخسره نحن بأيدينا كل يوم ولا نحسب له اي حساب. محاسبة النفس صعبة ومحاسبة المجتمع لنفسه اصعب وامر. ولكن دعونا نضع في نقاط ما يدفعه الشعب بنفسه طواعية ونفكر في اهميته الحقيقية. وهل يمكننا الاستغناء عن هذه الاشياء ام انها من الاساسيات الواجبة للحياة. ولكي اكون منصفا سأتحدث عن مثال واحد وهو بلدي مصر .والتي اعيش فيها واتنفس هوائها واعلم مافيها. دعونا نرصد ما نصرفه دون مبالغة او تحديد. سأذكر لكم ايها الشباب بعض ما ندفع فيه اموالنا وانتم تعلمون كم ندفع , حتي نري ما نحن فيه:
- دقائق التليفون المحمول, وكروته, وفواتيره
تتنافس في مصر ثلاث شركات خاصة لحصد اكبر قدر من اموال المصريين. نحن شعب يهوي الكلام الكثير بدون مبالغة. ندفع الملايين لشركات الاتصالات طبقا لاخر الاحصائيات. ويكفي ان اقول ان الوزارة الاغني والتي تحصد ارباحا مضاعفة هي وزارة الاتصالات![clear] - ساعات مشاهدة التلفاز
نحن من اكثر شعوب الارض ارتباطا بالشاشة الصغيرة. بعض الامهات لا تقوم من امام هذا الجهاز العجيب. نحن ادمنا المسلسلات والبرامج. ولذلك تصرف شركات الانتاج الملايين في صناعة هذه البرامج الترفيهية والمسلسلات. وتصرف شركات الدعاية ملايين اخري في الاعلانات. ويتقبل المواطنين كل هذا في سبيل المتعة والتسلية. ولا نعلم أن كل الاموال التي صرفت كان اولي بها كثيرا مصارف اخري كانت اهم. اذكر لكم خبرا تعيسا وهو تكلفة مسلسلات رمضان الحالي فقط ملياران وبضع ملايين جنيه مصري![clear] - الاسراف في الكهرباء والمياه
نحن نعاني هذه الايام من انقطاع الكهرباء كثيرا. هذه مسئولية الحكومة ولا جدال في ذلك. ولكن هل نصارح انفسنا اننا نتمادي في الاسراف في استهلاكنا يوميا. تأملوا كم الاعداد المبالغ فيها من التكييفات, والاعداد غير المبررة لاجهزة التلفاز في كل بيت وتعمل ليل نهار. وتأملوا في شهر رمضان الفضيل كم استخدام الكهرباء للزينة. وبالمرة نفكر في المشهد الاصيل الذي تري فيه جارك الكبير يخرج وفي يده خرطوما طويلا يوصله بصنبور المياه ليرش الشارع فيهمد التراب ارضا ولا ينزعج هو في الجو الحار. يلقي بالمياه علي الارض في بلد تعاني حاليا من انقطاعها مرارا![clear] - الدروس الخصوصية
أريد أن اذكر في هذه النقطة مثال واحد فقط وهو ان الشعب المصري يدفع ضعف ميزانية وزارة التعليم في الدروس الخصوصية لابنائهم![clear]
سأكتفي بهذا القدر واعتبر ماقمت به مجرد خطوة. نجرب أن نحاسب انفسنا بنوع من الامانة والصدق حتي نصلح قدر الامكان من احوالنا جميعا. والامر يستحق اذا لم يفعل غيرك مايجب ان يقوم به فقم انت بما عليك ولا تنتظر احدا وستصبح انت المبادر الي الخير.