من منا لم يمر بأوقات عصيبة تعكر المزاج وتبعث على القلق والعصبية أو الاكتئاب؟ ومن منا لا يتمالكه بين الحين والآخر شعور بالسوداوية و التشاؤم تجاه الغد والمستقبل فيجعل حياته مضطربة و نفسيته متعبة وقد ينتقل هذا التأثير السلبي فيؤثر على حياته اليومية و العملية وحتى على الأسرة و المحيط الإجتماعي .
فما هي يا ترى أسباب التشاؤم و أعراضه وكيف يمكننا أن نساعد المتشائمين على التخلص من هذا الخلل النفسي الخطير ؟
أعراض التشاؤم
يعتبر التشاؤم اضطرابا مزاجيا و نوعا من السوداوية يتمثل في التفكير السلبي وعدم توقع الأفضل سواء في الحاضر أو المستقبل مما يجعل الشخص السلبي المتشائم يعيش حياته بين نوع من الحزن والقنوط وقد تتأزم هذه الحالة وتستمر حتى يصل لمرحلة يفقد معها المرء إحساسه بالإستمتاع بالأشياء الجميلة والمواقف والأفعال التي كان يستمتع بممارستها في الماضي , فيشعر بعدم الرغبة في تجديد الحياة وبإحساس ملازم بالتعب والإرهاق الدائم وفقدان الأمل والعجز.[clear]
ان هبوط مستوى الروح المعنوية وتدني القدرة على التفكير والتركيز مردهما للقلق المستمر والتوتر وعندما يكون الشخص تحت ضغط نفسي كبير يرتفع إفراز الجسم للأدرينالين وهو ما يؤدي مع مرور الزمن لارتفاع الضغط والسكر وما إلى ذلك من الأمراض والإضطرابات التي يكون سببها نفسيا وآثارها عضوية فيعجز الأطباء والأدوية عن معالجتها ما دام السبب النفسي لا يزال قائما فالتشاؤم والسلبية والإكتئاب كلها أمراض خطيرة لا يبالي لها معظم الناس رغم أنها أخطر من الأمراض العضوية وقد لا يسهل علاجها إذا لم يساهم كل المحيطين بالشخص المريض في دفعه إلى الخروج من هذه الحفرة المظلمة والتي إذا استمرت طويلا فإنها قد تؤدي للوفاة المبكرة أو إذا أدت للإكتئاب الحاد فإنها قد تدفع المريض للانتحار لا محالة.
طرق التخلص منه
بما أن المتشائمين يتأثرون بشدة بالأحداث السلبية والسيئة ويلومون أنفسهم ويعتقدون أن الأوقات العصيبة ستستمر إلى الأبد فكيف اذن سيتم علاجهم ؟ إذا كان التشاؤم سيؤدي للموت المبكر فما الذي يمكننا فعله من أجل هؤلاء المتشائمين ؟[clear] بما أن من الصعب تغيير القواعد الأساسية لشخصية الإنسان سواء كان شخصا إيجابيا أو سلبيا فإن من الممكن تغيير بعض الجوانب المهمة للشخصية بأن ندفع المتشائم للتخلص من هذا الفكر الهدام وأن يساعد نفسه بنفسه لأن التغيير يبدأ من الداخل لقوله تعالى “لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم فإرادة التغيير أهم من أي علاج , إذا لم يكن لدى الشخص الرغبة و الإرادة فلن يتغير أبدا مهما حاولنا مساعدته.[clear] إذا حدث ووجدت نفسك عزيزي المتشائم في مشكلة فأهم ما يمكن أن تفعله هو أن تفكر فيما يمكن فعله للخروج من المشكلة وليس العكس , لا تصب تركيزك و اهتمامك على المشكل و على تحليله و الشكوى منه.[clear] حاول أن تضفي بعض التغيير على حياتك واشغل نفسك بأنشطة ترفيهية وكن مرنا لمواجهة كل الظروف واطرد الروتين من حياتك لأن الروتين مثل الماء الراكد يولد الأمراض ..عش حياتك وتفاءل بغد أفضل ولا تنسى الحديث القدسي “تفاءلوا بالخير تجدوه” فالتفاؤل يطول عمر الإنسان و يجنبه الأمراض ليعيش في هناء و صحة ولا تنسى أن للرياضة تأثيرا سحريا على الصحة النفسية ..فتأثيرها على الجسم والعقل والنفسية يبدأ بعد 5 دقائق من اللعب .. فكيف سيكون حال نفسيتك لو استمر اللعب ساعة و داومت عليها كل يوم أو حتى أسبوع.