التدخين هذه العادة والأفة التي امتلأت الكتب بألاف الصفحات التي تتحدث عن أضرارها وكونها مسبب خطير لكثير من الأمراض المزمنة والخطيرة. في مقالي هذا سأطرق بابا جديدا نسبيا في أضرار التدخين وهو أثار التدخين السلبية داخل السيارة الشخصية أو عربات النقل الجماعي سيئة التهوية.
يقول العلماء إن التدخين في السيارة، حتى مع بقاء النوافذ مفتوحة أو مع تشغيل تكييف الهواء، يسبب تلوثا يتجاوز الحدود الرسمية الآمنة المعروفة دوليا. يتعرض أي طفل يجلس في المقعد الخلفي من السيارة لهذا التلوث عند قيام شخص ما في الجزء الأمامي من السيارة بالتدخين.
قام فريق بحثي اسكتلندي بقياس نسبة التلوث الناتج عن التدخين داخل السيارة، وذلك من خلال 85 رحلة مختلفة بالسيارة، ورصدوا نسب تلوث تخطت الحدود المقررة من منظمة الصحة العالمية، وذلك وفقا لمجلة Tobacco Control . ولذلك نصحت الجمعية الطبية البريطانية إنه ينبغي حظر جميع أشكال التدخين داخل السيارات وأصدروا قانون مؤخرا يجرم التدخين داخل السيارة ويعتبره مخالف للقانون في جميع أنحاء المملكة المتحدة.
أثار التدخين على الأطفال
تؤكد الباحثة Sin Sampel الأستاذة بجامعة Aberdin أن الأطفال على وجه الخصوص هم أكثر الناس عرضة لأضرار التدخين، وذلك لأن معدلات التنفس لديهم أسرع من غيرهم ودرجة تأثر خلايا الرئة لديهم أكبر من الأشخاص الناضجين ، وجهاز المناعة لديهم أقل نموا وأضعف مقاومة لأضرار التدخين، وهم كذلك غير قادرين بشكل عام على الابتعاد أو تجنب التعرض للدخان الصادر عن المدخنين. وقام الباحثون بتسجيل البيانات وتحليل نوعية الهواء باستخدام أجهزة مثبتة بالمقعد الخلفي للسيارة تحلل الهواء وتسجل عناصره وتفصلها بالنسب، وتم ذلك من خلال القيام بعدد من الرحلات التي تستغرق مدتها ما بين 10 دقائق إلى نحو ساعة, وفي 49 رحلة من بين العدد الإجمالي البالغ 85 رحلة، قام قائد السيارة بتدخين نحو أربع سجائر. وخلال هذا العدد الأول من الرحلات، بلغ متوسط الجسيمات الدقيقة الملوثة للهواء (85 ميكروجرام في المتر المكعب) وهو ما يمثل أكثر من ثلاثة أضعاف الحد الأقصى الآمن للهواء في الأماكن المغلقة الذي أوصت به منظمة الصحة العالمية، والبالغ (25 ميكروجرام في المتر المكعب).
التدخين في السيارات
ونتاجا لهذه الأبحاث يؤكد الباحثون: “الدليل من هذه الدراسة البحثية هو أن تركيزات دخان السجائر غير المباشر في السيارات التي كان بها مدخن من المحتمل أن تكون ضارة بالصحة حتى في ظل وجود التهوية الجيدة”.
ونصح الباحثون: نحن نعتقد أن هناك حاجة واضحة لتشريع يحظر التدخين في السيارات التي يركب فيها أطفال صغار وأخذت بريطانيا بهذه النصائح فعلا وجرمت هذا الفعل وأصدرت قوانينها تشدد على من يخالف ذلك.
لكن هناك مجموعات الضغط المجتمعي صاحبة المصالح والاستثمارات مع الشركات المنتجة للتبغ في بريطانيا مثل مجموعة فورست، والتي تعمل كجماعة ضغط لصالح المدخنين بالاضافة الي حقوق الشركات في بريطانيا تقول: “نحن لا نشجع البالغين أن يدخنوا في سيارة يوجد بها أطفال، وهو من باب الذوق والحرص على صحة الأطفال فقط، ولكننا سوف نعارض بشدة أي تشريع بقانون يجرم التدخين في السيارات “.
وأضاف مسئولي مجموعة فورست المعارضة لتجريم التدخين داخل السيارات أنه وفقا للأبحاث، هناك 84% من البالغين لا يدخنون في السيارة مع وجود أطفال بدافعهم الشخصي، وبالتالي سيكون من غير المناسب حظر التدخين في السيارات.
وفي نهاية المقال نذكر أن نتيجة هذا البحث تؤكد من جديد مخاطر التدخين السلبي , وهو تأثير دخان التبغ على الأشخاص وخاصة الأطفال الغير مدخنين ولكن يجلسون في نفس المحيط مع شخص مدخن خاصة لو في مكان غير جيد التهوية مثل المنزل أو السيارة. التدخين هو المسبب الأول لحوالي 4 أمراض خطيرة في الأطفال طبقا لبيانات منظمة الصحة العالمية لهذا العام. كل التحية والدعوات الطيبات لأطفالنا الأحباء الذين كتب عليهم أن يعيشوا في بلاد لا تفكر أصلا في ما ذكرناه في سطور هذا المقال.