الرئيسية - منوعات - أوهام وأساطير - الأبراج والنجوم وعلم الغيب : هل الأبراج حقيقة أم شعوذة ؟
الأبراج والنجوم وعلم الغيب

الأبراج والنجوم وعلم الغيب : هل الأبراج حقيقة أم شعوذة ؟

يعتبر المستقبل بكل ما يحمله من مواقف وأمور وقصص نجاح وفشل أمرا يجذب انتباه الكثير من بني البشر ، فيعمدون إلى معرفة ما قد يحصل لهم إذا ما أقدموا على فعل أمر ما ويبحثون دائما عن النتائج المتوقعة لذلك العمل ، وينتظرون ما يسمونه الإشارات التي قد تهديهم وحسب اعتقادهم إلى طبيعة النتائج المترتبة على ذلك العمل .

إن التفكير بالمستقبل أمر جيد وعادة ما يعتبر الإنسان الذي يفكر بالمستقبل أفضل من ذلك الذي لا يفكر به أبدا ، وأيضا فإن توقع النتائج المترتبة على أمر ما يكون مطلوبا في كثير من الأحيان على أن تستند هذه التوقعات إلى أمور ملموسة وإحصائيات ودراسات علمية بحيث لا تكون مبنية على أسس وقواعد وهمية خيالية وغير حقيقية .

علم الغيب المستقبلي فقط بيد الله عز وجل

ومن المعروف أن علم الغيب المستقبلي أي العلم بما سيحدث بالمستقبل هو أمر خاص بالله سبحانه وتعالى فلا يوجد أي مخلوق يستطيع التنبؤ بما قد يحدث مستقبلا لأن هذا إنما يكون بيد الله عزوجل فقط ومن يدّعي معرفة الغيب والتنبؤ به فهو كاذب لا محالة ، وقد تفنن بعض الناس في اختراع الطرق والأساليب التي قالوا بأنها تتنبئ بالمستقبل لكنهم أغفلوا الكثير وأخطأوا كثيرا .

وقد ذهب الكثير للحديث عن الفتح بالفنجان والتبصير كطرق مبتدعة لمعرفة ما يخفى على الإنسان في المستقبل وتعتبر الأبراج واحدة من أكثر هذه الأمور شيوعا بين الناس حيث يعتقد هؤلاء بأن هذه الأبراج لها تأثير على حياة الإنسان نظرا لارتباطها بمجموعات النجوم في السماء وهذا اعتقاد قديم ساد عند الشعوب القديمة والتي كانت تعيش في ظل الأوهام لعدم قدرتها على إثبات عكس ذلك .

هل هناك اتفاق بين صفات الناس والصفات المشتركة لكل برج ؟

ويتحدث بعض المصدقين لهذه الأوهام والمؤمنين بها عن وجود اتفاق واضح بين ما يملكون من صفات وبين الصفات المشتركة لكل برج من الأبراج ويتحدثون عن تجارب قاموا بها جاءت متوافقة تماما مع ما كان متوقع وفقا لقراءات الأبراج لكن الرد البسيط الذي يدحض هذا كله هو هاجس الإقتناع ، فإن كان هناك شخصا يقتنع بما تقوله الأبراج فهو سيعمل جاهدا وبطريقة لا شعورية على تنفيذ وتسيير أمور حياته لتنتهي  نتائج هذه الأمور بما ينطبق ويتفق مع خرافات الأبراج ، فعلى سبيل المثال إذا اقتنع إنسانا وفقا لما تخبر به الأبراج بأنه لن ينجح في مشروع ما فإنه لن يحاول ولن يبذل أقصى ما لديه من جهد لينجح بل سبيقى شبح الفشل ملاحقا له دائما وأبدا وعليه فإن أي اتفاق بين ما تتوقعه الأبراج من أوهام وما يحدث بالفعل هو فقط نتيجة هاجس الإقتناع التام والتبعية الفاشلة .

المشعوذين أكبر المستفيدين من الأبراج

وأيضا فإن للأبراج خنجرا آخر تغزه في ظهور المصدقين لها وتطعنهم به ، حيث يستغل المشعوذين هذا الإعتقاد القوي لمثل هذا الشيء الخاطئ ليتلاعبوا بأفكار الناس واستغلالهم ماديا وتخويفهم من المستقبل وتقديم الحلول لمثل هذه المشاكل ومعالجتها قبل وقت حدوثها فإن هم فعلوا وعالجوها فلن تحدث معهم وهو ما يقتنع به أصحاب الأوهام وضعيفوا الإيمان فينجروا وراء المشعوذين ويدفعوا لهم في سبيل الحصول على مثل هذه الحلول التي تمنع حدوث أمرا ما لهم في المستقبل .

وفي النهاية فإن على الجميع أن يعلم بأن قضية الأبراج قضية خطيرة جدا تستهدف عقول الناس جميعا ولكن قلة فقط بل كثرة من يقع بشركها ومكائدها فيصبح المصدق لها يعيش مريضا بين أوهامه ويترك أمر دينه ودنياه متفكرا بتلك الامور المستقبلية التي لن تحدث معه أبدا إلا إذا قدّر الله غير ذلك.

عن مخلص الحضري

تعليق واحد

  1. تمارين تخسيس

    موضوع أكثر من رائع

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .

8 − خمسة =