كل منا يعلم ان اجهزة الكمبيوتر التي يعتبر الانترنت هو يجري منها مجرى الدم اصبحت من اساسيات الحياة في منزلك او عملك او حتى في وقت ترفيهك ولا يستقيم الحال بدونها حتى جميع وسائل الاتصالات والطواريء والامداد بالماء والكهرباء كل هذه الوحدات صار الكمبيوتر هو جزء لا يتجزأ عنها , فبدون الكمبيوتر والانترنت اصبح الشخص بل والدول منعزلة عن العالم الخارجي , فالانترنت هو اسهل واسرع وسيلة تستخدم في البحث العلمي والمواد التعليمية كما انه وسيلة جيدة للتواصل الاجتماعي بين الافراد وايضا لا ننسى التجارة والمعاملات البنكية , ولكن ماذا لو انهار هذا النظام الكبير .
الانترنت وحياة المجتمع
لا يتخيل الناس شكل الحياة التي يعيشونها لو انهار هذا النظام الكبير المليء بالابواب لكل شخص باب يدخل منه على اهتماماته الشخصية والعملية وايضا الترفيهية بل واصبح لا غنى عنه مثل الماء والهواء , بالفعل هذا ماحدث وخير دليل على ذلك اثناء ثورات الربيع العربي وخصوصا في مصر عندما تم قطع الانترنت وجميع وسائل الاتصالات على الشعب المصري لعدة ايام من خلال النظام الحاكم انذاك , اصبح كل الناس في حالة من التخبط وكأن كل شخص يعيش بمفرده في معزل عمن حواليه , وفي المقابل كان الخاسر الاكبر هي شركات الانترنت والاتصالات حيث كانت الخسائر انذاك بالملايين , ولكن للعلم ليس بالشرط ان تكون هناك اضطرابات سياسية كي ينهار هذا النظام الكبير بل انه من الممكن ان ينهار في اي وقت .
جرائم الانترنت وخطورتها على نظام حياتنا
اذا كان الانترنت قد ساعد بشكل كبير على تطور وتقدم المجتمعات فلا ننسى ان لكل تقدم ضريبته التي لا بد من دفعها فضريبة الانترنت هي جرائمه وهي جرائم تختلف عن الجرائم المعروفة التي نحن على دراية بها فليس بشرط ان يكون الجاني في مقابل المجني عليه يسطو عليه او يقتله بل على العكس فهو يجلس مكانه وسلاحه هو مجموعة من الازرار التي يتحكم من خلالها في الجهاز الذي يريده سواء كان هذا الجهاز وزارة او مؤسسة كبيرة ولا يستطيع ان يفعل ذلك الا من كانت لديه المهارة العالية نظرا لما تتمتع به هذه المؤسسات من حماية كبيرة يصعب اجتياحها وان تم بالفعل اجتياح هذه الهيئات فقد سقطت اعمدة رئيسية من اعمدة نظام حياتنا التي يستند عليها .
جرائم الانترنت وخطورتها على الاقتصاد العالمي
جرائم الانترنت ليست مقتصرة على الاجهزة الشخصية فقط بل حتى اجهزة المصانع والشركات والقطاعات الخاصة ومحطات الكهرباء والبنوك والبورصة ايضا التي يقوم عليها استثمار الدولة ومن الممكن ان يؤدي بها الى الشلل التام , هل تعلم ماذا سيحدث ان تم اختراق الاماكن الحيوية في المجتمع ؟ بالفعل سيؤدي ذلك الى خسائر كبيرة من الصعب تعويضها.
فيروس ستكنست :
حتى وان كانت طرق الحماية على اعلى مستوياتها من الممكن ان يتم اختراقها اذا كان هذا الشخص على درجة عالية من المهارة في ذلك مثلما حدث في المنشأة النووية الايرانية ( نطنز ) منذ عامين عندما اخترقها فيروس يسمى ستكنست والحق بها اضرارا كبيرة وخصوصا اجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم ومن اهم مخاطر هذا الفيروس لا تكمن في انها تأتي من خلال البرامج الضارة بل من الممكن ان يبدأ هذا الفيروس رحلته منذ تصنيع الكمبيوتر نفسه.