البومة التي تأكل الصغار
لقد سادت العديد من الأساطير والتي إنتشرت في الريف القديم في العقود الماضية ولكن بعد أن توارثتها الأجيال لاقت انتشار في المدن الحديثة أيضا حيث قد كان الأقدمون يقومون باختراع أسماء وشخصيات من تأليفهم الخاص من اجل بث الخوف في صغارهم ومن ضمن تلك الشخصيات “الغولة” وهى تتمثل في امرأة تأكل الصغار وكانوا يربطونها بصوت البومة نظراً لان صوتها مخيف وكذلك شكلها أيضا, وقد انتقلت تلك الثقافة بين الشعوب من خلال الاحتكاك والتواصل بينهم إلي أن وصلت أيضا إلى المدن الحديثة وذلك نتيجة لإيمان بعض هؤلاء بكل من السحر والشعوذة وذلك ما يجعل من الصعب علينا معرفة الإجابة السليمة لهذا السؤال هل أسطورة البومة أو الثامزا التي تأكل صغارها حقيقة أم خيال ؟ ولكن بعد الكثير من البحث والتدقيق تم الكشف بأن هذا كله لا يعد سوى أساطير.
ما هي أحداث أسطورة تلك البومة؟
في التراث الشعبي القديم كانت تسمى تلك البومة “ثحاجيت” ويحكى أن تلك البومة جسمها ضحمة ولها فم ذو أنياب أمامية وكان ذلك نتيجة أنها فقدت صوابها بسبب نوع من أنواع الخدع وبالتالي قامت بافتراس أولادها الصغار وعندما عادت إلى رشدها واكتشفت أنها فقدت أغلى ما تملك هاجت وأصابت بالجنون وفقدت أعصابها وتم فقد السيطرة عليها وبعدها تحولت إلى “ثامزا” وكانوا الآباء يخيفون أبنائهم بتلك البومة حتى ينصاع الأبناء لرغبة آبائهم ومن ثم يفعلون كل ما يريده الآباء ، حيث أن هذه البومة أو الثامزا لا تشبع أبدا وتظل جائعة طول الوقت مثل الجراد للا تبقي ولا تذر وتأتي على الأخضر واليابس .
الأساطير المرتبطة بالبومة:
وارتبطت بأسطورة البومة العديد من الأساطير الأخرى كأسطورة شجرة التين التي كانت ملكاً ل”ثوثوت أحمو” .
وهناك بعض الكائنات الخرافية التي تشبه أسطورة البومة في مغزاها ألا وهى “الغول” كذلك عرف في التراث القديم أنه كائن خرافي يتصف بالوحشية وشدة القبح وتشبه البومة في ذلك ، كذلك نفس الوضع بالنسبة للقصص الأخرى المخيفة “مثل السلعوة” و”أبو رجل مسلوخة” وغيرهم من القصص الخرافية.
ولقد نصحنا رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام بأن نقرأ آية الكرسي عند الشعور بالخوف من البومة أو من غيرها لأن عباد الله قد يصيبهم الخوف حتى وإن كانوا مؤمنين بالله وقياساً على ذلك من يساور الخوف قلوبهم من البومة لانهم بشر وليسوا بملائكة وعلينا أن نسمي الله في قبل ان نفعل أي شئ و بالتالي تسكن السكينة قلوبنا .
ما هو سبب ارتباط لقب “الثاموزا” ب “البومة”؟
نظراً لأن الكثير منا يعتقد أن البومة تجلب الشر والموت ويشعر بالانزعاج عند سماع صوت البومة وكذلك نشعر بالتشاؤم حين نرى طائر البومة على الرغم اننا جميعا نؤمن بأن الله عز وجل خلق كثير من المخلوقات على الهيئة التي يراها الله تعالي ولكن بعض الناس من المتزعزع إيمانهم بالتشاؤم من البومة لقبح منظرها وبالتالي إنتشرت بعض العقائد والردود التي يقوموا بالصراخ في وجه البومة حينما يرونها ومن تلك الأقوال “عكشة أنم تموت ” وتعني “عكشة ابنتك توفية” , و”حمو أنم أوبت يغزرا” وتعني –بنيك حمو قد غرق داخل النهر- و”خوجدجيف أنم” وتعني “على رأسك” وكانوا يرددون تلك الأقاويل اعتقاداً منهم انها تبطل مفعول المصائب التي تحدث نتيجة لصراخ البومة وهى مفاهيم راسخة في أذهان الكثيرين.
وما تردد حول البومة من أنها منذر للموت هو خرافة ولا شك في ذلك ولكن قد ارتبطت هذه الخرافة بـ البومة نظراً لان بعض الأشخاص وافتهم المنية إثر وقوف البومة على أسطح منازلهم ولكن جميعنا نؤمن بأن الموت والحياة بيد الله سبحانه وتعالى وأنة لا صحة لارتباط البومة بالموت على الإطلاق .