نستعرض الجزء الأول من موضوع أكبر الأخطاء السياسية التي ارتكبتها الأنظمة السياسية والتي سببت أضراراً كبيرة إضافة إلى الأخطاء السياسية الخاصة بالربيع العربي. فمنذ عام 1948 عندما أقيمت إسرائيل كدولة يهودية في فلسطين، شهدت الدول العربية المجاورة حروباً مستمرة وإضطرابات داخلية، كلها مرتبطة بطريقة أو بأخرى بالصراع العربي الإسرائيلي حول فلسطين وكانت إسرائيل لاعب رئيسي سواء بطريقة مباشرة مثلما في لبنان وغزة أو بطريقة غير مباشرة عن طريق حلفائها مثما كان الوضع في العراق.
الأخطاء السياسية العربية: إسرائيل لاعب رئيسي بطريقة غير مباشرة[clear]
– الخطأ السياسي للعراق
لا يوجد بلد ذو سلطة قوية حول إسرائيل يراد لها البقاء، إسرائيل وحلفائها الغربيين راهنوا على الأخطاء السياسية للدول الموجودة في هذا الإقليم. بعد هزيمة إيران عام 1990، ارتكبت العراق خطأ سياسي لا يغتفر بإعطاء دول الغرب فرصة فرض الحصار على إيران وتحطيم قوتها العسكرية. إحتلال الكويت كان البداية لصراع طويل انتهى بعد خوض حربين وأدي في النهاية إلي تحطيم العراق وقوتها العسكرية و خدمة إيران وحلفائها في العراق للسيطرة على العراق، لتصبح إيران اللاعب الأبرز في شئون الشرق الأوسط. وكان من المقرر غزو العراق من قبل المسؤولين المؤيدين لإسرائيل، حيث بالغت الجماعات الصهيونية في إدعاء الخطر من نظام صدام حسين، والذي تم إستبداله بخطر أكبر وهو النظام الإيراني والذي يهدد معظم العالم العربي.
– الخطأ السياسي لسوريا
منذ عام 1948 شهد الشرق الأوسط حربا كل سبعة سنوات، حربا مدنية أو أزمات كبيرة اضعفت الدول العربية التي لها الريادة في المنطقة أو استنزفت مواردها المالية. فكلما زاد العالم العربي ضعفا، كلما استقبلت إسرائيل مزيدا من النفوذ العسكري، السياسي والموارد المالية. سوريا هي القوة العسكرية المتبقية من بين الدول المحيطة بإسرائيل، فهي لم تشكل خطرا على إسرائيل خلال الأربعين عاما الماضية، بينما ساعدت إيران لتشكل خطرا على إسرائيل عن طريق لبنان. الخطأ السياسي للنظام السوري كان في إدارة الشئون الداخلية عن طريق إهمال حقوق المواطنين السوريين خاصة السنيين منهم والذين يشكلون 80% من نسبة السكان مما أدي إلى الأزمة الحالية.
– أخطاء الربيع العربي السياسية
نتيجة للأخطاء السياسية العربية وبمساعدة من حلفاء الغرب الذين سوف يتصدروا المشهد في مراحله الأخيرة، سوف ينتهي الأمر بأن تصبح إسرائيل هي القوة الوحيدة المتبقية في الإقليم. كل شيء يعمل من أجل خدمة إسرائيل، والعالم العربي المحيط تم تفكيكه وإضعافه وكسره. الربيع العربي ونظمه الحاكمة الجديدة سوف ترث جبهات عربية مكسورة يهيمن عليها قوتين إقليميتين يسعيان لليسطرة على العالم العربي؛ إسرائيل في الشرق وإيران في الغرب. الربيع العربي سوف يتحول إلى ظلام دامس إذا ما انغمست الدول في الصراع على السلطة والذي ينتج عنه احتكار قوي سياسية واحدة للسلطة كما هو الوضع في لبنان، العراق ومصر.