ينتاب بعض الناس شعور غريب في أنهم غير أكفاء لمواجهة مطالب الحياة بالرغم من أن لديهم الامكانيات الوفيرة للدخول الى المعترك بأستعداد والخروج منه ظافرين,,وقسم اخر من الناس يضعون لأنفسهم أهدافا سامقة فوق مايقدرون على تحقيقه ثم مايعتمدون حتى يجدوا أنفسهم غير قادرين على بلوغ أغراضهم فيصيبهم الهلع ويولاهم الجزع لعدم تحقيق تلك الاهداف البعيدة جدا بالنسبة اليهم ,فكلتا هذين النوعين من البشر فريسة لفقدان الثقة بأنفسهم ,.,فالاشخاص الذين يبخسون أقدار أنفسهم بالرغم من توفر الامكانيات لديهم انما هم أشخاص لايصمدون لمواجهة المواقف الصعبة وأول مشكلة تصادفهم لايبذلون الجهد للتغلب عليها وشعورهم بالنجاح والثقة ,,والمثال الثاني أشخاص لايضعون أهدافا تناسب مستواهم فانهم يحرجون أنفسهم بطلب ماليس بامكانهم تحقيقه, وبدلا من أن يسيرون خطوة تلو الاخرى في سبيل تحقيق نجاحهم المطلوب يتسلقون للأعلى وهذا مصب للفشل وانعدام الثقة بالنفس .
فقدان الثقة بالنفس
وفقدان الثقة بالنفس من شأنه أن يعكر صفو هؤلاء الناس فيجعلهم يشعرون دائما بالخيبة وبالغبن أو يستسلمون لأحلام اليقظة فلاينجزون في الواقع شيئا يذكر وانما همهم أن يتصوروا أن الظروف تعاكسهم وأنهم لابد يوما أن يبلغوا مقاصدهم عن طريق الصدفة أو عندما تنام عنهم الدهر, وهذا لعمر الحق مضيعة للوقت وتبديد في الجهود.
وايضا المعاملة الجافة التي مروا بها في عهد طفولتهم حيث فقدوا شعورهم بالأمن نتيجة سوء معاملتهم من أبويهم أو تعريضهم للقسوة والضرب أو منعهم وهم صغار من ابداء ملاحظاتهم ,وقد يتعرض الاطفال للقسوة من الكبار فيشعرونهم بالضعف أو عدم القابلية على تولي المسؤوليات والتبعات أو قد يتعرضون الى السخرية اللذعة من ذويهم فيشعرون بالهوان مع أنهم ليسوا بأقل حظا في الذكاء والجد والمثابرة من سواهم, ومن مظاهر انعدام الثقة تعرض الفرد للصراع النفسي الذي يتمثل في عدم قدرته للأختيار من موقفين متعارضين لا سبيل الى التفضيل بينهما فيستفيد طاقاته العقلية في محاولة التوفيق بين هذين الأمرين المتضادين.
1-معالجة الشعور بالنقص
ان الثقة بالنفس تتزعزع عندما يكون الفرد قد تعرض للمهانة والذلة لشعوره الطاغي بعدم كفايته أو لاصابته بعاهة أعاقته فعلا عن تأدية الأعمال التي يريد انجازها بالكفاءة المطلوبة لينافس الاخرين أو يمتاز عليهم. وقد يمكن للشخص الدؤوب والمصمم على قهر هذه الصعوبة التي تلازمه أن يتغلب عليها بالجد والمثابرة والتعويض عنها في نواح أخرى يتمكن بواسطتها من تقديم منجزات يفخر بها وتضفى على شخصيته هالة من الفطنة والألمعية التي تحسن ظن الاخرين به,وشعور الفرد بعدم لياقته عندما يتعرض لمواقف قد يعتبرها المجتمع أمور لاينبغي التفكير فيها والتحدث عنها فيشعر الفرد بالاثم فيعيش صراع نفسي فيه دواعي التقبل أو الرفض فيكون الفرد فريسة للهواجس وللتوتر والاضطراب والاختلال في حياته الانفعالية….وللقضاء على هذه المشاعر أن يفصح عنها ويخرجها الى عقله الواعي ولا يخفيها فيستعيد الشخص ثقته بنفسه ,,,,أما الانتقادات التي يوجهها الاخرون الى الشخص فينبغي أن يستفيد منها في تصحيح أغلاطه بتحليلها ومعرفة طبيعتها ليمكن تجنبها في المستقبل.
2- عدم مقارنة الشخص نفسه بالاخرين
من الأمور التي تعكر حياة الانسان أن يقارن نفسه دائما بالاخرين ممن يتباينون عنه في خصائصهم وقابلياتهم وامكانياتهم تباينا تاما ,,وكل شخص فذ في مزاياه وفي قدراته فلاوجه للمقارنة بين فرد واخر, وكل مقارنة من هذا النوع يؤدي الى شعور الفرد بالنقص فلايقوى على اتيان الأعمال الجليلة والقيام بالانجازات المثمرة وقد يوجه اللوم لنفسه أو يعزو ضياع الفرص في التقدم مع الاخرين فيتهمهم أو يتهم ذاته ,.,فكل عمل تقوم به مهما يكن صغيرا سيشعرك بالنجاح وكل نجاح مهما يكن ضئيلا سيؤدي الى نجاح أكبر ويجب أن يقنع المرء ذاته بالأهداف القصيرة المدى خطوة فخطوة حتى تؤدي به الى التقدم والفلاح .