الرئيسية - تكنولوجيا - إختراعات - الفراشات وطائرات الشبح

الفراشات وطائرات الشبح

قبل أن ألتحق بالدراسة في كلية العلوم بالجامعة لدراسة علوم الكيمياء والطبيعة والحيوان والنبات كنت أفكر كثيرا فيما تفيد الأبحاث العلمية التي يصرف عليها بلايين الدولارات كل عام في مجالات مثل علوم الحيوان ,ودراسة النباتات والحشرات. هل العالم المتقدم بهذه السذاجة حتي يصرف كل هذه الأموال ورصد كل هذه الميزانيات الضخمة دون مقابل أو بلا هدف. وكلما قرأت عن نتائج هذه الأبحاث وما حققته البشرية بعد استغلال نتائج هذه الأبحاث عرفت يقينا أن هذه العلوم وهذا الجهد البشري يستحق بلا شك كل ما يرصد له من أموال , بل يستحق أن يكون هو الرقم الأول لأي دولة وأي مجتمع يريد التقدم والسبق الحضاري.

الفراشات ومشوش الرادار

[image src=”http://www.sxc.hu/pic/m/x/xe/xesko82/1363922_macrofotografia.jpg” width=”150″ height=”150″ title=”الفراشات ومشوش الرادار” lightbox=”no” align=”right” float=”right”]

قال علماء من الولايات المتحدة إن بعض أنواع الفراشات تستخدم مزيجاً من التشويش الصوتي والمراوغة للإفلات من هجمات خفافيش الظلام في اللحظات الأخيرة قبل الانقضاض عليها. وفي بحث علمي حديث قام به عالم أمريكي يدعي Aron Karkoran. كان هذا العالم الأمريكي يرصد أساليب مواجهة الفراشات للأخطار التي تواجهها في البيئة التي تعيش فيها, واكتشف أن نوعاً من الفراشات لديه أعضاء خاصة تمنع وصول الموجات فوق الصوتية التي تعتمد عليها الخفافيش في تحديد مكان الفريسة. ثم قام الباحث الأمريكي بمعاونة فريقه البحثي بنشر نتائج البحث في مجلة “Experimental Biology Journal” البريطانية التي تهتم بالأبحاث البيولوجية ووضعوا عنوانا لبحثهم باسم “دراسة كيفية حماية الفراشات البرية نفسها من أعدائها”.

كيف تمت التجارب العملية؟

[image src=”http://www.sxc.hu/pic/m/m/mi/michke007/1296597_butterfly.jpg” width=”150″ height=”150″ title=”التجارب العملية على الفراشات” lightbox=”no” align=”left” float=”left”]

جزء هام للغاية من نجاح البحث كان هو عمل نموذج أشبه بنماذج المحاكاة حتى يتم تسجيل ورصد الحركات والاشارات وتسجيلها بدقة عالية وتكرارها عدة مرات لمحاكاة مسار طيران هذه الحشرات الرائعة، أعد الباحثون ساحة كبيرة بمساحة 200 متر وزودوها بكاميرات خاصة ومكبرات صوت للموجات فوق الصوتية ثم استدرجوا الفراشات باستخدام الأشعة فوق البنفسجية.

ويا للعجب وسبحان الله في خلقه أظهرت التجارب أن هذه الفراشات أفلتت من الخفافيش وجعلتها تخطئ أهدافها عبر طريقتين للمراوغة، حيث استخدمت أصواتا ذات موجات فوق صوتية للإخلال بقدرة الخفافيش على تحديد هدفها وفي الوقت ذاته غيرت مسار طيرانها فجأة واختفت. وفي معرض التعليق على هذا، قال العالم الأمريكي وبعض المراقبين للتجربة أن الحشرات التي استخدمت هذه الاستراتيجية تفلت دائما من الخفافيش، مضيفا: “وجدت الخفافيش صعوبة بالغة في التعامل مع الأصوات المانعة للموجات فوق الصوتية وفي الوقت ذاته حساب مسارها من جديد للانقضاض على الفريسة التي غيرت مسارها فجأة”. وفوجئ الباحثون بأن هذه الفراشات ظلت في البداية هادئة عند اقتراب عدوها الذي لا يرى بعينيه بل بآذانه حيث استمرت في تناول غذائها أو في بحثها عن شريكها ولم تلوذ بالفرار إلا في اللحظة الأخيرة من انقضاض الخفافيش عليها.

كيف يتم استغلال نتائج البحث؟

[image src=”http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/f/fb/CF-1_flight_test.jpg/300px-CF-1_flight_test.jpg” width=”150″ height=”150″ title=”طائرات الشبح” lightbox=”no” align=”right” float=”right”]

نتيجة هذا البحث لا تبات في أدراج المكاتب ولا تبات في أرفف المكتبات ويغطيها التراب كما يحدث في بلادنا البائسة للاسف. ما يحدث أن هذا البحث مثل غيره تم الاستفادة منه في تطبيقات علوم الاتصالات اللاسلكية والذي يتطور بسرعة البرق كل لحظة. كما تم الاستفادة من نتائج البحث في مجال الهندسة الوراثية للبحث في الجينات الوراثية المميزة لهذا النوع من الفراشات وامكانية نقله لغيره من الفراشات الاخري والكائنات الاخرى لمواجهة المخاطر في بيئتها دون تدخل خارجي. والتطبيقات الأخطر طبعا كانت في تطوير بعض انواع الطائرات الحديثة مثل الشبح واف 35 الجديدة التي لم تطرح حتي الان وينتظر خروجها للجو عام 2016 حيث تعتمد هذه الطائرات علي تكنولوجيا حديثة تمكنها من عدم رصدها نهائيا بواسطة أي رادار أرضي.

عن د.محمد سرور

كاتب علمي منذ عام 2005, يهوى الكتابة العلمية وفي مجال الفضاء والطب والعلوم. هواياته المفضلة القراءة,الكتابة,الموسيقي,الانترنت,السفر.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .

خمسة × خمسة =