كل يوم يتم قصف حواسنا بالرسائل المبطنة بشكل ثابت وعادة عند النظر إلى الرسائل المبطنة أو سماعها، لا يتم إدراكها على حقيقتها ،وفي الواقع قد لا يكترث بها الدماغ الواعي وتكون فوق مستوى الإدراك الواعي وفقط يدركها العقل الباطن أو اللاوعي.
ماهي الرسائل المبطنة ؟
الرسائل المبطنة هي الكلمات والصور، أو الأصوات التي قد تظهر في الاعلانات التلفزيونية أو الإذاعية، والبرامج التلفزيونية أو الأفلام، الإعلانات المطبوعة أو الموسيقى المسجلة. الرسائل والصور يتم امتصاصها وتخزينها عبر اللاوعي حيث تقوم البروباغندا المتنوعة بزرع مجموعة من الأفكار المصطنعة والتي تستطيع التأثير على افعالنا وتوجاهتنا لاحقاً في الحياة لأن العقل الواعي ليس لديه الوقت لترشيد أو تحليل هذه الرسائل. كما يدعي البعض ان الرسائل السياسية المبطنة يتم زرعها في برامج تلفزيونية خيالية يكون فيها المشاهد في حالة استرخاء تأملي وفي حالة التلقي ويتم تمرير الرسالة إلى الجمهور العريض.
الرسائل المبطنة :إختبارات وشرح
اظهرت الإختبارات والتجارب انه في اقل من دقيقة بعد ان يبدأ المشاهد بمشاهدة التلفزيون يقوم الدماغ بتبديل حالته من حالة بيتا من الوعي المرتبط بالنشاط والتفكير المنطقي إلى حالة الفا والتي ترتبط بالسلبية والقبول والإيحاء ولهذا يقوم المعلنون بإنفاق بلايين الدولارات على الإعلانات التلفزيونية والإعلانات المطبوعة كل سنة.
والسؤال المنطقي هنا كيف يمكن لشيء لم نلاحظه ان يؤثر على سلوكنا؟ حسنا، ان عدم ملاحظة شيء لا يعني انه غير موجود وبالتالي لم نراه . دعونا نفهم أولا كيف يعمل مفهوم الإدراك لدينا. كما تعلمون، عقلنا يتكون من جزأين متفاعلين: الوعي واللاوعي. جزء اللاوعي من العقل يعمل دون مستوى إدراك الوعي ، ويسيطر على ردود الفعل، والوظائف التلقائية ويقوم بمعالجة وتخزين المعلومات الواردة. العقل الباطن او اللاوعي قادر على معالجة 20000 بت من المعلومات في وقت واحد، في حين الوعي يمكن التعامل فقط مع 7 ± 2 بت من المعلومات في نفس الوقت.
فضلاً عن الحواس الخمس الشهيرة هناك ما لا يقل عن 37 مدخلات حسية متباينة ومعروفة في الدماغ .كافة المعلومات التي تستقبلها هذه المدخلات الحسية يتم استيعابها من قبل العقل الباطن، ومع ذلك، يتم تمرير بيانات ملموسة جدا وذات صلة فقط إلى العقل الواعي بعد معالجتها وتخفيضها. وكل ما تبقى منها يتم تجاهلها. المثير للاهتمام أن بعض الكلمات مثل، الجنس، الموت، والدم لها نفس التأثير في جذب انتباهكم كاسمكم.
أنظر إلى هذه الصور وحاول ان تجد الرسالة المبطنة .
الرسائل المبطنة ما بين الخلافات والإنتقادات
هناك خلاف على الدرجة التي يمكن بها إستخدام الرسائل المبطنة ، فهمها، أو الوصول إليها. فكرة هذه الرسائل موجودة منذ أواخر القرن 19، ومنتصف القرن 20، وكان استخدام الرسائل المبطنة في الدعاية التجارية أمر مسموح به ،وخاصة الرسائل البصرية الخاصة حيث يلمع شيء على الشاشة ( فلاش ) لجزء من الثانية التي من شأنها أن إقناع المشاهد على التفاعل بطريقة معينة. وبدأ الناس يخشون استخدام الرسائل المبطنة ومن قدرتها على غسل الأدمغة وتوجيه الناس ووصل الخوف لدرجة كبيرة حتى عام 1970 حيث منعت لجنة الاتصالات الاتحادية (FCC) في الولايات المتحدة وحظرت استخدام الرسائل المبطنة في الإعلانات. ومع ان هذا المنع قد سرى على الأعلانات التجارية إلا انه استثنى الأفلام والموسيقى.
لقد تعرضت شركة ديزني لإنتقادات واسعة لإستخدامها كلمات جنسية في العديد من أفلام الأنيمي ( الكرتون) التي أنتجتها ( أو انها اتهمت كذلك على الأقل) كما ان ان هناك العديد من الأفلام الحديثة التي تحتوي على رسائل مبطنة لأغراض تجارية كالأعلانات التي تظهر في الأفلام وغيرها.
من غير الواضح إلى أي مدى قد تؤثر هذه الإعلانات على شراء الاختيار، إلا أنه من المرجح أن تختزن في عقل اللاواعي وتظهر في إختيارتنا الشرائية المستقبلية وفي توجهاتنا العامة.