المكوك الأثري …
عشنا حتى نحضر اللحظة التاريخية التي يتحول فيها مكوك فضاء هو الأشهر على مستوى العالم الى المتحف الفضائي الكائن بالولايات المتحدة الامريكية. أكثر من ثلثي العالم لم تدخل حتى نادي الفضاء بقمر صناعي حول مدار الأرض وأغلب دول العالم لا زالت تسبح في بحار الفقر والتخلف الا الدول العظمى التي بدأت مشاريعها الفضائية في منتصف القرن العشرين. المكوك انديفور الذي سار في شوارع لوس انجلوس في طريقه ليخلد ويستقر في المتحف. يالها من ساعات عظيمة تضئ للأجيال القادمة طريقا مفروشا بكثير من الأحلام والأمنيات العجيبة والتي قد تصبح يوما من الأيام واقع يعيشوه.
المكوك انديفور
مكوك الفضاء أو سفينة الفضاء انديفور هو أخر سفن الفضاء في الاسطول الامريكي التابع لوكالة ناسا في مشاريعها المتعلقة بمدار الأرض والمحطة الفضائية والقمر وتركز ناسا حاليا على مشاريعها الأحدث عن المريخ. المكوك اديفور دخل الخدمة عام 1992 ميلادية كبديل للمكوك شالنجر الذي انفجر في حادث مأساوي وراح ضحيته 7 من الرواد. قطع انديفور 25 رحلة فضائية, قطع فيها مسافة 123 مليون ميل تقريبا, وطاف حول الارض 4700 مرة.
الرحلة الأخيرة
بدأت رحلة انديفور الأخيرة حيث مثواه الأخير الذي سيخلده في بوابة المجد والتاريخ حيث حملته طائرة بوينج مجهزة هبطت به في مطار لوس انجلوس الدولي. ثم حملته شاحنة ضخمة وقبل بداية طوافه بشوارع لوس انجلوس حتى يشاهده الناس والأطفال الحالمون اضطرت المدينة لتوسعة الشوارع وقطع بعض الأشجار التي تعهدوا باعادة زراعتها حتى تستوعب الشوارع عرض جناحي المكوك. الشاحنة المجهزة لحمله ذات 160 عجلة ويتم التحكم في حركتها عن بعد.
تأثير جولة انديفور اعلاميا
نقلت شبكات الأخبار العالمية تفاصيل هذه الرحلة العظيمة. كانت فرصة مهمة للحديث عن مجد وحضارة تم اضافتها للانسانية في نصف قرن من الزمان. كانت فرصة عظيمة تدفع الاطفال في العالم ليحلموا أحلاما عظيمة. في أثناء تغطية الحدث يقول الرائد مارك كيلي وكان قائدا للمكوك انديفور سابقا “ما يسعدني هو قدرتنا على صناعة الحلم البديع لطفل صغير ربما يأتي اليوم الذي يسير هو على المريخ ويتذكر أنه في طفولته شاهد المكوك انديفور يجوب شوارع لوس انجلوس. تأثير جولة انديفور الأخيرة لها تأثير قوي على العالم كله فهي فخر ما قدمته الولايات المتحدة للعالم. هو أحد مدعمات القوة الناعمة والتأثير على كل انحاء العالم.
أين نحن من هذا الحدث؟
بكل أسف كما كان الحال أثناء رحلة المسبار الذي يعمل الأن على سطح المريخ ,هو حالنا أيضا مع رحلة انديفور الاخيرة. نحن ننشغل بتوافه الأمور وخلافات سياسية, ومشكلات سطحية اجتماعية واعلامية. لو كان ما نستطيعه الحلم فلتقوموا بزراعته في عقول أبنائكم حتى يعيشوا زمانا وحياة غير حياتكم. اتركوهم يحلموا بأن يأتي اليوم الذي تجوب فيه سفن الفضاء شوارع المدن العربية وأن يمتلك العرب القدرات في صناعة مشاريعهم الفضائية. ما أحلم به ليس معجزا ولكن كل ما يحتاجه رؤية حقيقية وارادة سياسية قوية ورغبة شعبية جادة.