الزواج السياحي أو ما يعرف بزواج الصفقة هو واقع تعيشه الكثير من الفتيات في العالم العربي وخصوصا اللواتي يعشن صعوبات مادية أو اللواتي يسعين وراء الثروة والطمع في سبيل مستقبل مضمون ولو كان على حساب الشباب والسعادة , لأن هذا النوع من الزواج يكون في الغالب غير متكافئ . فما الذي يدفع المرأة والرجل لمثل هذا النوع من العلاقات ؟ وما هي نتائجها على المجتمع ؟
تبدأ الحكاية باختيار الزوج الثري لزوجة بمواصفات معينة أهمها الجمال و الفقر وأيضا ضعف الشخصية حتى يضمن عدم امتناعها عن القبول بشروطه أو مطالبتها بحقوقها كزوجة , فأول شرط يضعه الزوج هو عدم الإنجاب فتحكم بذلك الشابة الجميلة على نفسها بالحرمان من الأمومة و القبول بلعب دور زوجة مؤقتة لزوج يستغلها أبشع استغلال و لا يمنحها سوى ساعات قليلة يسرقها من أسرته الأصلية ثم يعود بعدها لزوجته المعترف بها أمام المجتمع لتظل هي مجرد خادمة لنزواته أو كما شبهت إحداهن نفسها بأنها مثل الوجبة السريعة يبحث عنها الرجل كلما افتقد الوجبة الصحية , ثم سرعان ما ينساها ليتفرغ لعائلته.
أسباب الزواج السياحي
من الأسباب الرئيسية التي تدفع الفتاة لقبول الزواج من رجل أكبر منها و القبول بلعب دور العشيقة بشكل رسمي تحت عباءة الزواج وترضى بأن تفني شبابها في اشباع رغبات ونزوات رجل غني من أجل المتعة فقط هو بالتأكيد الرغبة في عيش حياة أفضل و تأمين مستقبل كان غامضا أو حتى من أجل مساعدة الأسرة ة الوالدين إذا كانا يعيشان ظروفا صعبة .[clear] أما الرجل فلديه أسباب مختلفة عن أسباب الفتاة تجعله يقبل بوضع كهذا , لأن هدفه الأول هو إيجاد فتاة يقضي معها بعض الوقت مقابل إقامة دائمة يقضيها مع أم العيال إذا كان متزوجا فيستغل الفتاة أبشع استغلال و قد يمارس عليها شذوذه الذي لم يستطع اظهاره أمام زوجته , أو قد يضطر الرجل للبحث عن زوجة للمتعة عندما يضطر للسفر مرارا بعيدا عن البيت من أجل العمل أو الدراسة فيفضل أن يقضي أوقات حميمية مع زوجة مؤقتة بدل أن يقضيها في الحرام , ليجعل هذه المرأة زوجة له عوضا عن لقب آخر قد يمس سمعته و شرفه.
نتائج الزواج السياحي
من أخطر العواقب التي ينتجها الزواج السياحي المشاكل النفسية لكل من الرجل والمرأة فالزوجة غالبا ما تعاني من الوحدة التي تعيشها طوال الوقت في انتظار زيارة الزوج الذي قد يأتي وقد لا يأتي فتعيش دائما على أمل أن يتحول يوما زواجها إلى زواج حقيقي وتنجب أطفالا مثلها مثل باقي الزوجات , بدل الإكتفاء بلعب الدور الثاني في حياة الزوج مقابل الماديات التي لن تعوضها عن حلم الأمومة , لدرجة أن بعض الفتيات يخفين حقيقة نوع زواجهن عن العائلة ويفضلن الصمت و العيش على هامش حياة الزوج و يعللن أسئلة الأقارب عن عدم الإنجاب بأنها مشيئة الله . لكن هذه الزوجة لا تعلم أن هذه الصفقة خاسرة لأن مثل هذا النوع من العلاقات ينتهي دائما إلى طريق مسدود إذا حدث حمل أو قد تضطر للإجهاض عدة مرات حتى لا تتعرض للطرد خارج حياة الزوج أو يتهمها بانكار النسب في حال قررت الإحتفاظ بالجنين .[clear] أما الرجل فإن مشكلاته لا تعد ولا تحصى في ظل هذا الزواج فهو غالبا يعيش هاجسا نفسيا حتى يحافظ على هذه العلاقة في الحدود التي وضعها لها وألا تتطور وألا يصل خبرها لأم العيال وإلا فإنه حياته ستتحول إلى جحيم , أما إذا لم يحدث فأنه قد يدفع الثمن غاليا وقد تصل الأمور لدرجة الإبتزاز وشراء ثمن صمت المرأة وقبولها بهذه الوضعية , وقد تنتقم منه في النهاية بتدمير أسرته و تدمير كيانه إذا قرر التخلص منها دون سابق انذار