تعتبر مجتمعاتنا العربية من أكثر المجتمعات المعروفة محافظة , فهي تسعى بجهد كبير للحفاظ على العادات والتقاليد واحترامها من قبل الكبير والصغير .. المرأة والرجل .. المتعلم والجاهل .. فلا أحد يستثني نفسه. ومن أكثر الأمور التي لا يزال الجميع متشبثا بعاداتها و تقاليدها هي الزواج لأن للزواج طقوسا وتقاليد تحاول كل الأجيال احترامها بدءا من الخطبة و انتهاءاً بالعرس , و المعروف عادة أن الرجل يتوجه للخطبة بعد حصول القبول و الموافقة بين الطرفين . لكن ماذا سيحدث عندما تنقلب الصورة وتتقدم المرأة لخطبة الرجل ؟ وما الذي قد يدفع المرأة لاتخاذ مثل هذه الخطوة الجريئة ؟ وما هو موقف الرجل حول فكرة خطبة المرأة للرجل ؟

خطبة المرأة للرجل المناسب

كلنا يعرف أن الرجل هو من يقوم عادة بخطبة المرأة التي يختار والتي يضع شروطا ومواصفات يجب توفرها في زوجة المستقبل من جمال ونسب وخلق … إلا أن هناك بعض النساء قررن تكسير القاعدة المتبعة في أساليب الخطبة والزواج وأصبحن هن من يفتش ويخترن الرجل حسب المواصفات التي يرغبن فيها والتي يجب توفرها في زوج المستقبل ثم يتقدمن لخطبته , ورغم أن هناك من يعارض هذه الفكرة وهذا الأسلوب لأنه يعتبر تقليلا من قيمة المرأة وإهانة لكيانها إلا أن ذلك لا ينفي وجود زيجات ناجحة لنساء عرضن الزواج على الزوج وأخذن الخطوة الأولى وتم الزواج ورزقوا بأطفال ويعيشون حياة هادئة عادية دون أية مشاكل حول من بادر بطلب الزواج سواء كانت المرأة أو الرجل.[clear] وهناك بعض الآباء من يلجأ للخطبة لابنته إذا رأى في رجل ما المواصفات المثالية ليكون صهر المستقبل , فيفضل أن يحدثه مباشرة عن رغبته في أن يكون صهرا له أو قد يفعل ذلك بطريقة غير مباشرة كأن يخبره عن رغبته في تزويج ابنته من شخص في مثل مواصفاته والعديد من النساء قمن بخطبة الرجل أو مفاتحته في موضوع الزواج إذا شعرن بتردده في اتخاذ الخطوة الأولى ..[clear] أو إذا كانت المرأة غنية وتتوفر على امكانيات مادية كافية لفتح بيت الزوجية فإنها تقوم بخطبة الرجل لنفسها عارضة عليه الزواج دون أن يكلف نفسه أية مصاريف إذا كان من ذوي الدخل المحدود و هو ما يطلق عليه “تشتري زوجا” أي أن هذا الرجل لن يحتاج ليصرف المال على زوجته وأسرته بل وظيفته الوحيدة هي أن يكون زوجا بينما المرأة تتكلف بالباقي.

رأي الدين في خطبة المرأة للرجل

أما عن رأي الدين و الشرع في هذا الموضوع فلا يوجد أي دليل شرعي يمنع المرأة من التقدم لخطبة الرجل مادام الرجل صالحا و ذو خلق , فإن من حقها أن تطلب هي الزواج من الرجل الذي تراه مناسبا لها و الذي يصلح أن يكون أبا مثاليا لأطفالها .[clear] فنحن في عصر المساواة بين الرجل و المرأة , في عصر يحق فيه للمرأة القيام بكل ما يحق للرجل القيام به , فلا تتفاجأ عزيزي الرجل إذا فتحت يوما باب بيتك وجدت فتاة تحمل باقة ورود رفقة والديها طالبة القرب منك و راغبة في طلب يدك للزواج وتكوين أسرة سعيدة أنت ربها , في هذه الحالة تعتبر المرأة محظوظة إذا قامت بهذه الخطوة لأن الرجل غالبا لن يرفض طلبها حتى لا يحرجها فتحصل بذلك هي على الرجل الذي رغبت به بطريقة مباشرة.