لعل القصص التي تحاك عن القناص هي الأكثر تشويقاً وحماسةً وحبساً للأنفاس وذلك بسبب صعوبة الموقف و شدة توتر الأعصاب مع الحفاظ على الهدوء والتركيز ، بالإضافة إلى الدور المهم المنوط بالقناص و تأثيره الكبير في مجريات الأحداث ومسار المعارك والحروب .
القناص الفنلندي سيمو هايا
بدايته كقناص بدأت مع حرب الشتاء عندما قامت القوات السوفيتية بغزو بلاده في 30 نوفمبر 1939، و ما جعله أسطورة في مجال القنص أن هذا القناص قد استطاع أن يُلحق فعلا بالقوات الروسية خسائر جسيمة بدأت ببضعة جنود، وهو ما تقبّله الروس في البداية، ولكن عندما عرفوا أن قناصاً واحدا فقط هو من قتلهم أرسلوا له أهم قناص في الاتحاد السوفيتي، ولكنه عاد إليهم جثة هامدة أيضاً، فأرسلوا له فريق روسي متخصص في تتبع وقنص القناصة، ولكنهم لم يعودوا إلى القاعدة السوفيتية مرة أخرى؛ إذ استطاع سيمو أن يقضي عليهم جميعاً، وهو ما جعلهم يطلقون كتيبة كاملة في إثره للقضاء عليه، ولكن كان يعرف أرضه جيداً فأسقط منهم الكثير من الضحاياـ ولم يتمكّنوا أيضاً من الإمساك به أو حتى تحديد مكانه، وهو ما دفعهم للجوء أخيراً إلى القصف المدفعي والجوي للمنطقة التي يتواجد فيها؛ للتخلّص من كابوس القناص سيمو هايا استطاع هذا القناص أن يردي نحو 800 جنود روس في ظروف قاسية وفي درجات حرارة منخفضة جداً لا يمكن لبشر أن يتحمّلها كانت تصل إلى سالب 40 مئوية.
القناص العراقي أبو صالح
قناص بغداد وكنيته أبو صالح هو قناص تابع للجيش الإسلامي في العراق يستهدف قوات التحالف. ظهر ضمن سلسلة أفلام يقوم بإنتاجها الجيش الإسلامي في العراق تحت عنوان قناص بغداد، وأعلن أنه قتل 645 جندياً أمريكياً، حيث يلقب جنود التحالف قناص بغداد بكلمة جوبا، وهي كلمة ذات عدة معاني ترتبط كلها بالموت، ومن معاني هذه الكلمة رقصة زنجية ترمز إلى الموت وقد أمر الضبط الأمريكان جنودهم بالرقص لتفادي رصاص قناص بغداد الذي أدخل الرعب في قوات الاحتلال مما دفعهم لتدريع أبراج عجلاتهم بالزجاج المدرع وشباك التمويه لتقليل الثغرات على القناص. اعتاد قناص بغداد أن يقوم بعد كل عملية بترك أوراق في مكان تنفيذ عملية القنص كتب عليها “قناص بغداد مرَّ من هنا”. كما أنه أصدر خمسة أفلام يصور فيها عملياته أثناء قيامه بقنص اهدافه حيث يظهر الإصدار الرابع قنص عدة جنود من الامريكان يسقط فيهم عدد كبير من القتلى والجرحى حيث وصلت الإحصاءات التقريبية إلى 240 قتيلا 30 منهم ضباطاً و 160 جريحاً.
القناص السوفياتي فاسيلي غريغوريوفيتش زايتسيف
يستمد هذا القناص شهرته من خلال الانقلاب الذي قام به في ساحات المعركة حيث كانت مدينة ستالينغراد تعيش وضعاً صعباً إذ كانت موازين القوة تميل لصالح الجيش النازي الذي حاصر المدينة وجعله كومة من الخراب والدمار حيث استطاع زايتسيف من 10 نوفمبر / تشرين الثاني حتى 17 ديسمبر / كانون الأول، قتل 225 ضابط وجندي ألماني، و هزم 11 قناص من النخبة العسكرية الألمانية وبذلك رفع معنويات الجيش الأحمر فنسجت حول القناص فاسيلي أساطير عدة، واستعملت الكثير منها في خضم الحرب لرفع معنويات السوفييت، كما ألفت القصص التي تناقلتها الأمهات في قصص البطولات حتى كرم و حصل على لقب “بطل الاتحاد السوفييتي”، مع شارة لينين.
القناص السوفياتية ليدوميلا بافليتشنكو
ربما لم يكن معتاداً في مهنة مثل القنص أن تدخلها النساء حيث قرّرت ليدوميلا الالتحاق بقوات المشاة في الجيش السوفيتي، عندما قامت قوات ألمانيا النازية باجتياح بلدها في صيف 1941، وكانت من بين أوائل المتطوّعين للدفاع عن بلدها، وتم توزيعها لتكون من ضمن جنود الفرقة 25 مشاة في الجيش السوفيتي، وكانت مِن بين ألفي امرأة التحقوا بسلاح القناصة في الجيش، واستطاعت أن تبرع كقناص لتكون واحدة من أخطر القناصة الإناث في العالم إن لم تكن أخطرهم على الإطلاق فقد استطاعت أن تقتل 187 جنديا ألمانيا في أول شهرين ونصف من مشاركتها في المعارك، وقد استطاعت على مدار الحرب العالمية الثانية أن تقتل 309 جنود ألماني كرقم مؤكّد، من بينهم 36 قناصا ألمانيا