مرزوكة ، المنطقة التي تقع في الرشيدية، إحدى أروع المناطق المغربية التي لم يكترث المغاربة لها لوقت طويل، قبل أن يسدي لهم الغير خدمة و يكتشف سحرها وفرادتها السياح الأتون من أوروبا، الاكتشاف الذي حوّلها اليوم إلى إحدى مفاخر السياحية المغربية في أرجاء العالم.

مرزوكة ، غروب مثير للشمس وشروق ممتع ورائع

إن مرزوكة هي رقعة صحراوية تتميز بكثبانها الذهبية وتلالها الرملية التي يأتيها السياح من شتى الأنحاء فالتلال هناك تتميّز بالتشكل والتحول المستمرّ فوحدها رمال الصحراء والرياح هما المتحكمتان في ذلك. وحينها يقف السائح مبهورا من منظر هذه الكثبان التي هي أشبه إلى أمواج متحركة. ويتوّج هذا الانبهار غروب أو شروق الشمس، أو حين يدفن السائح جسمه في الرمال الساخنة، فتجربة النوم في الخلاء الرملي يعتيرها السائح متعة شخصية ، يودع خلالها النهار بغروب مثير للشمس، ويستقبل النهار الموالي بشروق ممتع ورائع.

 أهل منطقة مرزوكة

كما أن الزائر لا يفوّت التعرّف أهل منطقة مرزوكة و أجسادهم السمراء النحيلة، وطيبتهم فوجوههم بشوشة ملثّمة أينما حلوا وارتحلوا. وتجدهم يخصّصون للكرم وحسن الضيافة الشاي الأصيل. كم أنّ وسط هذا الخلاء الشاسع يشعر السائح بالرهبة وسط محيط رملي لا يعكّر السكون سوى العواصف الرملية لأن مرزوكة بين كثبانها تخفي سحرا لا يحسّه إلا عشاق المغامرة والحريصين على لذة الاكتشاف والإنبهار. فهذا العشق لا يزال موجودا للسياح من الدول الغربية و أقصى الشرق والذي استثمر بعضهم في الميدان السياحي بالمنطقة لإيمانهم بقدرة مرزوكة على جلب السيّاح…

وتبدو الطريق المؤدية إلى مرزوكة مغمورة بالفنادق والإقامات والمآوي السياحية، التي تكون ملاصقة للكثبان الرملية إلى درجة أنه يمكن للسائح أن يغادر غرفته ويتمشى لبعض دقائق، قبل أن يجد نفسه وسط الرمال والكثبان الرملية، متفاوتة العلو، وذات الألوان الذهبية الفاتنة. وتعطي الخطوات للقدمين الحافيتين فرصة الفرصة الأولى للاستمتاع بالدغدغة الدافئة للرمال الصحراوية. وبين هذه التلال لا يجد السائح إلا نفسه تغرق في المتعة والانبهار، بتلك الرمال العذراء التي ترسم عبر قممها الصغيرة خطوطا منحنية.

جولات استكشافية في مرزوكة على ظهور الجمال

ويمكنك عند زيارة مرزوكة القيام بجولات استكشافية للمنطقة ممتطيا ظهور الجمال حيث يتفا جئ السائح بالخيام السوداء التي تكون تابعة لفندق أو إقامة سياحية، منصوبة في الخلاء، يمنح النزول فيها للسائح إحساسا بالعزلة عن بقية العالم، حيث ينسى الحياة اليومية الشاقة و توتّر المكتب وضجيج الشوارع. فلا شيء يفصله عن الطبيعة غير السماء وكثبان الرمال الممتدة في الأفق البعيد.

المطاعم والإقامات السياحية في مرزوكة

وفي وسط صحراء مرزوكة ، تتميز المطاعم والإقامات السياحية التقليدية بانسجامها مع بيئتها ومحيطها الصحراوي من حيث الديكور والتأثيث المتمثّلة في الزرابي التقليدية والأواني القبلية المستعملة بالمنطقة. و هنا بالتحديد يتم الحرص على التخلي عن كل ما مظاهر الحضارة الغربية فالقاصدون إليها يقصدها بحثا عن البساطة والتغيير، هروبا من اختناقات وصخب الحياة المعاصرة، التي تركها خلفه في مدن الضباب والدخان وضجيج السيارات.

و في الأخير أنصحك بعدم تفويت المتعة عند الشروق، حيث تبزغ الشمس متألقة تسحر الألباب لتطلّ خلف التلال الرملية، فيغمر المشاهد شعور ممزوج بالانبهار والرهبة، ، قبل أن يسكنه سكون الموقف والإحساس بأنه وحيد في هذا العالم الشاسع اللا متناهي والممتد أمامه.