من خلال متابعتنا لجديد الفن والغناء نكتشف احتواءها على كم هائل من الكلمات الفاسدة والعبارات والجمل الرديئة إضافة إلى صور مخلة بالآداب والتي تساهم بدور كبير في تحريف ذوق الشباب وتدمير أخلاقهم , فالأغاني في أغلبها تركز على تحريك المشاعر وإثارة الغرائز وتساهم وسائل الإعلام في انتشارها وتجعل من الفنانين نجوما لامعين ..فما هو سبب انحطاط الأغاني ؟ ومن المسؤول عن ظهورها وعن انتشارها داخل المجتمع ؟
أصبحت الأغاني الساقطة منتشرة في كل القنوات والإذاعات التي تساهم في نشرها دون احترام لأذواق ومشاعر المشاهدين , ويكفي ما نشاهده من كليبات وسهرات تظهر فنانين لا علاقة لهم الفن يستخدمون أجسادهم للشهرة بدل أصواتهم وفنهم , في الوقت نفسه يتم تجاهل فنانين محترمين ولهم وزنهم ويتم تهميشهم رغم قيمتهم الفنية الأصيلة لأن الفن العريق وأصيل ولا حدود لغناه ومعروف بكلماته الجميلة وأشعاره الخالدة لأنه فن يحمل رسالة نبيلة.
أسباب انتشار الأغاني الساقطة
يعود سبب انتشار الأغاني والرديئة والكليبات والكلمات الساقطة إلى عدة أسباب من بينها أن الملحنين عندما كانوا يسمعون كلمات رديئة فإنهم ينصحون بتغييرها ولا يتعاملون مع صاحبها والناس ايضا كانوا يفضلون الأغاني المحترمة والكلمات الهادفة التي تعالج المواقف والمشاكل والأحداث اليومية والتي لا تتعارض مع تقاليدنا وثقافتنا كما أن الوسط الفني يعاني من قلة الشعراء وكتاب كلمات في المستوى المطلوب , وحتى إن وجد في الماضي كتاب كلمات جيدون فإنهم الآن يسلكون طريقا مختلفا غرهم فيه طريق الربح المادي واتجهوا لما يطلبه الشارع الشبابي الآن , رغم أن الشارع تغير وأصبح يطلب فنا لا يحرج الأسر ويحترم خصوصية المجتمع لأننا مجتمع عربي محافظ مرتبط بالقيم و الأخلاق.
المسؤول عن الأغاني الساقطة
هناك بالتأكيد أيادي خفية تسعى إلى تفشي الأغاني الفاسدة داخل مجتمعنا , لأن اللجان المكلفة بمراقبة الإنتاجات الفنية فإنها تراقب فقط أغاني المطربين الكبار وتترك باقي الأصناف من الفنانين الذين يظهرون يوما بعد يوم. حتى الكليبات لم يعد يتم رفض غير اللائق منها بل أصبحوا يكتفون فقط بحذف المشاهد واللقطات غير اللائقة ويحتفظون بالباقي , أو عندما تحاصر الأغنية بسبب رداءتها أصبح المنتجون يلجؤون لفتح قنوات خاصة بهم لعرض انتاجاتهم بكل حرية حتى يتفادوا الرقابة والمساءلة من طرف الهيئات المسؤولة .
لذلك فإن بعض الأغاني يتم انتاجها خارج إطار القنوات الوطنية والرئيسية والتي تروج عن طريق الانترنت والأقراص المدمجة والفضائيات الخاصة والتي رغم عيوبها ورغم كلماتها الرديئة وكليباتها الفاضحة فإنها تساهم في الترويج لثقافة إفساد ذوق الشباب لهذا يجب أن يعمم دور الهيئات الرقابية لتتم تنقية الفضاء الفني والساحة الغنائية من بعض الأغاني الفاسدة , لأنه إضافة لإشكالية الكلمات الغنائية الفاسدة التي تفشت في مجتمعنا ينضاف إليها الكليبات المخلة بالحياء التي أصبحت نسخة طبق الأصل عن الكليبات الأجنبية التي تخلو من كل مظاهر الحياء والأخلاق وتشجع على الإباحية وتستخدم جسد المرأة للترويج للفن رغم أن هذه الكليبات بعيدة كل البعد عما يعنيه الفن.