في الماضي كان الطلاق السلاح الفتاك الذي يشهره الرجل في وجه المرأة ليرغمها على الامتثال لأوامره وطلباته , لكن اليوم أصبح العكس لأن الطلاق أصبح سلاحا بيد المرأة ضد الرجل حيث يجعله تحت رحمة طلباتها وواجباته نحو أطفاله ومصاريف النفقة والطلاق ومشاكل أخرى تجعل الرجل يدخل في دوامة لا تنتهي ومعاناة صعبة لا حدود لها .
فما هي المشاكل والظروف التي تواجه الرجل بعد الطلاق ؟ وكيف يمكن للرجل المطلق التعايش مع هذه المعاناة ؟
معاناة الرجل المطلق مع النفقة
بغض النظر عن طريقة انفصال الرجل عن زوجته أو حتى عن أسباب انفصالهما وظروفه , لكن تبقى معاناة كل الرجال واحدة ومتشابهة بعد صدور قرار الطلاق ولأن أول قرار يصدره القاضي بحق الرجل هو النفقة وأداء مصاريف تخص الزوجة المطلقة وتتمثل في النفقة أثناء العدة ونفقة المتعة ومصاريف أخرى تخص الأبناء , كما تزداد نسبة هذه المصاريف في المناسبات والأعياد بالإضافة إلى أجرة السكن , وكلها مصاريف لا تتعدى الحد الأدنى لمستوى العيش ولا تأخذ بعين الإعتبار راتب الرجل مما قد يحرمه في أحيان كثيرة من 70 بالمائة من راتبه لفائدة طليقته وأطفاله وقد يضطر الرجل للإنفاق عليهم حتى لو كان عاطلا عن العمل وإذا امتنع فإن ذلك سيؤدي به للسجن.
حرمان الرجل المطلق من أطفاله
أما إذا استطاع الرجل المطلق تأدية كل واجباته المادية تجاه طليقته فإن معاناة من نوع آخر تبدأ في الظهور وهي حضانة الأطفال , لأن القانون يقف دائما إلى جانب المرأة ويمنحها حق رعاية أطفالها في حدود سن معينة فيصبح الأطفال عندئذ سلاحا في يد المرأة تستخدمه ضد طليقها , فإلى جانب أن الرجل المطلق يعاني من لوعة فراق أطفاله لأن المرأة غالبا ما تشن حربا عليه مستخدمة الأطفال كسلاح حيث تحرمه من رؤيتهم انتقاما منه وقد تخفيهم عنه أو قد يتطور الأمر إلى لإفساد العلاقة بين الأب والطفل بسبب الأم التي تحرضه وتملأ عقله وقلبه بالحقد تجاه والده , فيفقد معظم الأطفال مشاعرهم تجاه الأب وبدل استقباله بالترحاب عن لقائه فإن الطفل يصبح عنيفا مع والده ويظهر له كرهه وقد يشتمه أو يهينه وفقا لما تمليه عليه الأم ووفق الصورة البشعة التي ترسمها له في خياله عن والده.
المعاناة النفسية للرجل المطلق
إن معاناة الرجل المطلق لا تتوقف على الجانب المادي والعلاقة بالأطفال فقط بل تتعداه إلى الجانب العاطفي أيضا ومعاناته النفسية بعد انهيار أسرته وعلاقته التي كابد الكثير لإنشائها وللمحافظة على استمراريتها , إلا أن الظروف والمشاكل قهرت صبره واضطرته في النهاية للإنفصال عن زوجته وبالتالي الانفصال عن أسرته والعيش وحيدا..وهناك رجال مطلقون أصبحوا يطالبون بيوم عالمي للرجل المطلق , ليحكوا فيه عن معاناتهم مع الجنس اللطيف ويكشفوا للعالم كيف تصبح بعض النساء قاسيات مستبدات , خصوصا وأن الإحصائيات تشير إلى أن أكثر من 80 في المائة من حالات الطلاق سببها النساء.