يرجع سبب إسناد دور القوامة في الدين الإسلامي للرجل على المرأة لسببين أولهما التكوين الطبيعي و التزام الرجل بالنفقة على الزوجة و الأولاد حتى و إن كانت الزوجة غنية أو عاملة و تكسب المال و هي غير مطالبة بأن تنفق على الأسرة من مالها الخاص .لكن في عصرنا الحالي تغيرت المفاهيم و أصبحت المرأة في كثير من الحالات هي التي تنفق على الأسرة بينما يظل الزوج قابعا في البيت أو يضيع وقته في المقاهي مما يجعل مفهوم القوامة يهتز في ذهن المرأة . فما مدى التزام الرجل العربي بقوامته داخل البيت و كيف يمارس هذا الواجب ؟
الرجال قوامون على النساء
يقول الله تعالى ..”الرجال قوامون على النساء بما فضل بعضهم على بعض..” أي أن الرجال قوامون على النساء بإلزامهن بحقوق الله بالمحافظة على الفرائض و الكف عن المفاسد و قوامون تعني أيضا الالتزام بالإنفاق عليهن و توفير كل متطلباتهن .[clear] لكن ما أصبحنا نلاحظه في مجتمعاتنا هو أن معظم النساء أصبحن يتبادلن الدور مع الرجل و يمارسن دور القوامة نيابة عنه بل و أصبحا نشاهد المرأة تخرج باكرا من البيت للعمل و توفير كل احتياجات الأسرة في الوقت الذي يبقى فيه الرجل في البيت مكتفيا بالصياح حتى يسمع الناس صياحه و يعرفوا انه موجود و غير غائب .[clear] فحين تنقلب الأدوار بين الزوجين لا تبقى هناك قوامة للرجل , لكن بعض الرجال الأميين يتفاخرون بهذا الدور و يحولون البيت إلى ملعب لاستعراض العضلات و فرض السلطة . أما الرجل المثقف فهو أكثر تفهما لأنه يعترف بدور المرأة و يعتبرها نصف المجتمع .[clear] بخلاف النوع الآخر الذين يفهمون القوامة بمعنى خاطئ و يطبقونها أيضا بطريقة خاطئة و يحاولون فرض آرائهم المتسلطة لكن المرأة بصفة عامة تفهم هذه الطريقة و هذا النوع من الرجال و تحاول إرضاء غروره و في النهاية توظف ذكاءها لاتخاذ القرارات التي تخدم مصلحة الأسرة لان المرأة على العموم لا تحب الرجل المتسلط بل تحب الرجل الذكي .
اليوم المرأة هي من تمارس القوامة
و لان القوامة أصبحت عملة نادرة في زماننا بخلاف ذلك الزمن القديم الذي كنا نرى فيه الرجل لا يترك امرأته في حاجة لأي شيء و كان يعمل و يشقى طوال اليوم من اجل توفير كل متطلبات زوجته التي تستقبله في المساء بكامل زينتها . أما اليوم فالمرأة هي من تمارس القوامة في البيت لأنها أصبحت تتحمل مسؤولية البيت و العمل خارج البيت و هذا ما يجعلنا نتساءل أحيانا عن جدوى الرجل و أهميته طالما أن المرأة هي التي أصبحت تسد كل الثغرات التي تركها الرجل , حيث أصبحت في غنى عن الرجل بسبب عجزه عن لعب دوره الحقيقي في أن يكون قائما بكل وظائفه و على رأسها النفقة في البيت و توفير متطلبات المرأة . لكن للأسف فان ما يفعله الرجل اليوم هو التخلي عن المرأة حيث يعجز عن لعب دوره الصغير المتمثل في مساعدة المرأة فبالأحرى القوامة عليها كما نصت على ذلك الآية الكريمة “الرجال قوامون على النساء”..