حكمة تقال كثيرا ولاندرك معناها المفيد لنا, فكثيرا تبكي بداخلك بدون أن يشعر بك أحدا أو لا تعطي تعبيرا على وجهك انك تبكي أو على الأقل انك حزين, وهذه جريمة تفعلها في حقك وتدفع ثمن كبتك لها وربما تتجمع احزانك والألأم التي تتعرض لها على مر السنين حتى تصاب بالأمراض العضوية التي تقلل من عمرك وتفتك بك, اذن لاتحاول أن تكبت وتحبس دموعك, لاتؤجل بكاءك عند مواجة أي مشكلة تقابلك, فالبكاء هو أفضل دواء للأعصاب المتوترة المشحونة, كما أنه ينقذ انسان هذا العصر من الضغط العصبي الذي يعانيه وهو أمام مشاكل الحياة اليومية, وهو يفرغ الشحنات السامة التي تحدثها التوترات العاطفية والانفعالات, وبقدر ما أضافت المدنية الحديثة لرفاهية الانسان في العصر الحديث, بقدر ما ساهمت في تحطيم أعصابه وسلبته راحة باله وهدوءه وهو في أصعب الظروف لا يبكي حتى لا يبدو ضعيفا مستكينا.
البكاء صحة
وحبس الدموع تعني التسمم العصبي البطيء وينصح علماء النفس بالبكاء فهو أفضل علاج للأعصاب المتوترة المشحونة باستمرار,والدموع هي الخطوة الأولى لازالة التوتر وتفريغ الشحنة التي يسببها الارهاق والتعب, والدموع هي أحد المظاهر الرئيسية للتعبير العاطفي ,وتتفاوت نسبة البكاء وذرق الدمع من شخص لاخر تبعا لتعوده ونوع شخصيته,وتبعا لمدى التأثر العاطفي بالموقف المسبب لذلك, وكذلك تبعا لدرجة النضج النفسي والصلابة النفسية للفرد, والانسان الباكي هو بالقطع أقل توترا وأكثر اطمئنانا وهدوءا عن الانسان الكتوم المتحامل على نفسه, وهنا يتضح مدى الارتياح النفسي الذي يشعر به الفرد عندما تنتابه حالة من البكاء المستمر لفترة بسبب أو بدون سبب ظاهر, والدمع يغسل النفس ويطهرها من الرواسب والشوائب العاطفية الكامنة بها والتي تؤلمها وتؤرقها, وليست هناك أي غضاضة في أن تبكي أمام الاخرين, بل الخطأ هو حبس المشاعر لدرجة ظهورها في صورة مرضية نفسية مختلفة.
بكاء الرجل
بكاء الرجل تعتبر اهانة له بل ومسبة في حقه ففي مجتمعنا الرجل الذي يبكي موقفا لصورة غاية الصعوبة والمهانة, بل البعض لايستطيع أن يتحمل لمشاهدة رجلا يبكي, اذن الموقف شديد المأساة, فكيف تكتم بكائك ياعزيزي الرجل؟ عليك الا تبكي الا في المواقف الصعبة جدا حتى لايعرف أحدا نقاط ضعفك ويعلم ما يبكيك, أما الأزمات العاطفية والمالية فحاول أنك تبكي في خلوتك في اقصى سرعة ولا تكتم بكائك لفترة طويلة.
طرائف عن البكاء
يقولون أن دمعة الحزن مرا ودمعة الفرح حلوة, فكم من ناجح في دراسته بكت عيناه حلاوة, ولكن ما السر في ذلك هل هي هرمونات متخصصة للأفرازات الدمعية, والحقيقة لاتوجد مثل هذه الأقاويل حقيقة, وبعض الحضارات القديمة تعودوا على أن أي شخص يبكي يأتي بفنجان ويحتفظ بدموعه حتى يعلموا مقدار دموعه, فكلما كانت كمية الدموع كبيرة كلما زاد صحة وعافية, وبعض الغابات الأفريقية القديمة يعتقدوا أن كلما زادت الفتاة في البكاء كلما زاد في جمالها وأنوثتها, وتلك العادات كانوا يفعلوها بدون علم للحقيقة العلمية بها التي تغزي الى أهمية البكاء على جلب الصحة النفسية والعضوية الجيدة.