أتصل بي صديقي وليد ودعاني لشرب القهوة في إحدى الحانات المجاورة لمكان عمله فلبيت الدعوة. عندما وصلنا إلى الحانة كان وليد عصبياً وحزيناً، فلقد خرج للتو من عمله لإستراحة الظهر بعد أن عانى من مشاكل مع رئيسه في العمل ” مدام منى “.
أفضل ان يكون رئيسي في العمل رجل
حاولت أن أهدئه وأن أفهم المشكلة أكثر عسى أن أقدر مساعدته في تجاوز هذه المشكلة وتغيير مزاجه، وما أن بادرت بالإستفسار عن ماهية المشكلة سارع بالقول ” عندما يتعلق الأمر برئيسي في العمل فأني أفضل العمل في مكان يكون رئيسي في العمل هو رجل” .
وأضاف وليد : إنها القوة والسلطة التي تحاول إظهارها للجميع في الإجتماعات وفي المقابلات الثنائية التي تختص بالعمل.أشعر أن هذه المرأة تحكمني وأنا لا أستطيع تحمل ذلك.[clear]
إبتسمت قليلاً وأخبرته أنه يبالغ في الأمر ، وأن كل ما في الأمر أن رئيسه في العمل هي امرأة وتدعى” مدام منى” وعليه تقبل هذا ولا يعقد الأمر أكثر من ذلك. فأن يكون رئيسك في العمل هي أمرأة لا يعني أنها لا تستحق هذا أو أن هذا ضد الطبيعة ، فهناك الكثير من النساء المكافحات الذكيات اللواتي توصلن إلى مراكز مرموقة. وأنظر للأمر بطريقة أخرى، هي رئيستك في العمل ولا يمكنك مجادلة هذا ، كونها امرأة لا يغير في الأمر شيء وأخيراً أنظر للأمر وكأنها تستحق الأحترام لمركزها ولا تدخل في متاهات القوة والسلطة ومن يملكها أكثر.[clear]
رئيسي في العمل لا تحب الإجتماعيات
عندها رد وليد بصوت غاضب: ليس هذا فقط ، فهي غير إجتماعية ، لا تجمعنا في نشاطات إجتماعية ، ولا تتودد إلينا ، ولا تحاول أن تعرفنا أكثر، وكل ما يهمها هو العمل والسيطرة والطلبات.
أجبته بأنه يجب التركيز على العمل وأن لا ينتظر أي نشاطات إجتماعية أو صداقة. لقد أتى للعمل من أجل العمل وبالتالي كون رئيسه في العمل ” مدام منى” تركز على العمل أكثر من الناحية الإجتماعية لا يعني أنها غير إجتماعية. يحاول الكثيرون الحصول على صداقة وود رئيسهم في العمل ولكل منا أهدافه، ولكن تذكر أنه كي تتقدم في العمل عليك المثابرة والجهد وليس تكوين صداقة مع رئيسك في العمل ، لأنه على المدى القصير قد تكون صداقة رئيسك في العمل أمر يجعل الجو في العمل أكثر مرحاً، ولكن على المدى الطويل إنه جهدك ، ومثابرتك وتميزك هو من يقدمك ويطورك ويرقيك.[clear]
رئيسي في العمل والاستراتجية
بدأت علامات الراحة تظهر على وجه وليد بعد أن قال كل ما كان يزعجه ، ثم أضاف أن عليه الصبر وليس له منفذ أخر.
عندها قلت له هناك استراتجية جيدة تعمل مع كل رئيس في العمل من كلا الجنسين وليس حصراً في المرأة. بدت علامات الفضولية على وجه وليد فأضفت: حاول أن تتعلم ما هي نقاط الضعف عند رئيستك!. ما هي الأشياء التي لا تتقنها جيداً أو لا تحبها ؟ هل هي الكتابة؟ المقابلات؟ التنظيم؟ السفر؟ التوظيف؟ الأرقام؟ البحوث؟ الإدارة؟ التخطيط؟ الطرد؟ ما هو أكثر شيء تخاف منه رئيستك في العمل أو لا تحبذ عمله ؟ حسناً هنا تدخل أنت في صلب الموضوع مع الإفتراض أن نقاط ضعف رئيستك هي نقاط قوتك وإن لم تكن تتقنها فعليك الألمام سريعاً. الأستراتجية هي أن تجعل رئيستك في العمل تعلم وتتأكد أنه لا غنى عنك وسوف تعلم هذا عندما تكون في أمس الحاجة لفعل شيء ولا تجد سواك للقيام بهذا وحتى إن كان الأمر يتعلق بتنظيف ثيابها.[clear]
ضحك وليد وإنتفض قائماً قائلاً أنه عليه العودة للعمل قبل أن يطرد، فضرب السلام ومضى في سبيله وبقيت أنا أتفكر في كلامه. فأنا وعلى عكس وليد أعجبت بمدام منى كونها امرأة لديها مركز مرموق وقوة وسلطة، فلطالما أعجبني هذا النوع من النساء وبينما أنا كذلك توجه النادل في الحانة إليّ قائلاً : هاك كوب من العصير سيدي”. أجبته بأني لم أطلب أي عصير فأنا على وشك الذهاب ! أجاب أن هذا الكوب من العصير تم طلبه لك من قبل مدام منى التي تجلس على الطاولة المقابلة، وأشار بأصبعه إلى مكانها، وكانت تجلس مع صديقتها وأول ما عبر في ذهني وقتها ” وليد، يا لك من أحمق!! لو كانت هذه رئيستي في العمل لعملت حتى في نهاية الأسبوع”.