قروض البنك الدولي …
نحن في بلادنا الفقيرة المنكوبة والتي تعاني الفقر والجهل والتخلف الاقتصادي والعلمي والسياسي. تجد حكوماتنا دائما الحل الوحيد والمخرج المتاح من كل المشاكل الاقتصادية المسئولة عن حلها في قرض كبير من صندوق النقد الدولي والذي تموله وتديره وتتحكم فيه وفي سياساته الولايات المتحدة وأوروبا. تختلف الحكومات والمعارضة على جدوى وخطورة قروض البنك الدولي وما أن يأتي المعارض ليتولى الحكم فلا يجد سبيلا الى الحل الا القرض أيضا. ماهذا القيد ولماذا هو مطبق هكذا على رقابنا ورقاب كل الفقراء في العالم كله؟ لماذا تستغل الدول الكبرى حالة الفقر والتخلف في دول افريقيا وامريكا اللاتينية لفرض شروطها المجحفة والاستيلاء على خيرات هذه الشعوب ونهب مخزونها الاستراتيجي وافقار أهلها وظلمهم وحرمانهم حتى من الحلم بمستقبل أفضل.
القرصنة الاقتصادية
[image src=”http://www.ecuadorliving.com/images/2008/03/Thankyou/P1000596.JPG” title=”http://www.ecuadorliving.com-تفشي الفقر في الاكوادور ” lightbox=”yes” align=”right” float=”right”]نسمع عن قراصنة البحار وقراصنة الانترنت. هناك أيضا قراصنة اقتصاد. يقول جون بيركنز صاحب الكتاب الأكثر مبيعا والذي كشف فيه عن سر القرصنة الاقتصادية وحكى فيها تفاصيل كثيرة صاعقة. ترجم هذا الكتاب لأكثر من 14 لغة ووزع في كل أنحاء العالم. كان جون بيركنز يعمل مستشار لدي أحد شركات الاستثمار الأمريكية الكبرى والتي كانت تركز أعمالها في دول أمريكا اللاتينية. كان يعمل بيركنز في الاكوادور ويحكي كيف هدفت الولايات المتحدة الى الاستيلاء بشكل اقتصادي على غابات الامازون لما لها من وضع وقيمة اقتصادية كبرى حيث تحتوي على مخزون نفطي ينافس مخزون النفط في الشرق الاوسط. تركز عمله مع فريق كامل على استغلال الفقر الشديد في الاكوادور لفرض نظام قرض بفائدة وتحصل الفوائد لصالح شركات الاستثمار الامريكي ذاتها. أي بمعنى أنها تقرض وتستثمر بنفسها. وهذا معناه استمرار الفقر والدين حتى افلاس الدولة الفقيرة.
ماذا حدث للاكوادور؟
[image src=”http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/62/Amazonian_rainforest.JPG/640px-Amazonian_rainforest.JPG” title=”wikipedia.org-غابات الامازون الغنية” lightbox=”yes” align=”right” float=”right”]كان الفقر شديدا والوضع سيء للغاية. استغل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي هذه المشاكل ونفذ منها ومعه شركات الاستثمار الغربي وأقرضوا الاكوادور وفرضوا شروطهم كالعادة. بعد عدة سنوات كانت النتيجة أن نتاج المشاريع يحول ثلاثة أرباعه الى المستثمرين والربع الباقي يسدد منه أغلبه لصندوق النقد والفوائد ويتبقي حوالي 3% فقط تصرف منها الاكوادور على التعليم والصحة والخدمات الاساسية. كانت النتيجة طبعا تفشي الفقر أكثر وتوحش البطالة أكثر الى أن أعلنت الدولة افلاسها وحصلت الولايات المتحدة على مخزون النفط في غابات الامازون الغنية.
ما هو الوضع في بلادنا؟
تمر بعض بلادنا العربية بمرحلة صعبة منها على سبيل المثال مصر وسوريا وتونس والسودان. الفقر شديد ويزيد كل عام وتزيد البطالة والتضخم, ويقل التصدير ويزداد الاستيراد ويقل دخل المواطن ويزداد فقرا. الحل الأفضل هو التكامل بين دول العالم العربي لسد احتياجات بعض وحتى لو أقرضت الدول الغنية شقيقاتها الفقيرة فهذا أفضل ألف مرة من قروض البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. تحتاج دول الخليج دائما لأيدي عاملة مدربة وهذا متاح في مصر والاردن وسوريا , ولذا فالتكامل وتبادل النفع مهم بين الدول العربية. هذا العالم أصبح عالم التكتلات لا النظم الفردية.
حتى لا نندم
بكل أسف نتيجة للأحوال في مصر بعد الثورة وبعد 60 عام من الفساد والتخلف فلم تجد الحكومة الحالية حلا الا السعي للقرض الذي نحذر منه بشدة. قروض البنك الدولي او قرض صندوق النقد الدولي لا يأتي الا بشروط مجحفة للشعوب الفقيرة. ستزداد الأمور صعوبة ولن يحل القرض شئ. مصر تدفع أكثر من ثلاثة أرباع ميزانيتها لسداد الدين الداخلي والخارجي والعجز يرتفع والبطالة ترتفع. يجب أن نفكر بشكل مختلف ونمتلك الرؤية الاصوب.