ثقافة الحدائق … الحدائق متنفس صحي وذهني للترفيه عن النفس

كانت الحدائق ومازالت المتنفس الوحيد والصحي للترفيه عن النفس خلال عطل نهاية الأسبوع سواء بالنسبة للصغار أو الكبار , لكن جل الآباء يتفقون على انعدام الحدائق والمنتجعات ..وشبه انعدامها يؤثر بشكل سلبي على تربية الأطفال وعلى نمط حياتهم.

قبل سنوات كانت جل المدن تتوفر على حدائق كثيرة ومرافق ومنتزهات ترفيهية وأماكن خضراء تشكل دائما متنفسا للأسر وللأطفال خاصة من أجل قضاء بعض الوقت في جو من الهدوء والهواء العليل الذي ينعش الدماغ ويبعث على الإسترخاء . أما اليوم وفي وقتنا هذا فقد تحولت معظم الحدائق وأماكن الترفيه إلى عمارات ومباني اسمنتية , وتسببت بذلك في تناقص عدد المرافق المخصصة للترفيه وسط المدن , فأصبحت جل الأسر لا تجد مكانا تأخذ إليه أطفالها أو تتمشى فيه في عطل نهاية الأسبوع , فأصبحت بذلك كل أيام الأسبوع متشابهة وذلك راجع إلى تقلص مرافق الترفيه والمحزن حقا أن الوقت الذي كان يقضيه الشباب في الحدائق أصبحوا يقضونه على النت مما أدى إلى نوع من التفكك في العلاقات لأن تمضية الوقت على النت يختلف عن تمضيته خارجا وخصوصا ضمن مجموعات لأنه يعزز فرص التواصل وينمي العلاقات.

فوائد الحدائق

التنزه في الحدائق والأماكن الخضراء عموما يعتبر عادة مفيدة لأن له فوائد صحية وذهنية كثيرة , فالمشي بين الأشجار الخضراء يبعث على الإسترخاء لأن النظر غلى اللون الأخضر يصفي الذهن وينعش الدماغ ويريح الأعصاب , وقد كنا نلاحظ أن معظم الطلبة يفضلون المراجعة والتحضير للإمتحان وسط الحدائق لأن الجو هناك يساعد على التركيز وإنعاش الذاكرة بسبب الكمية الكبيرة المتوفرة من الأكسجين النقي الذي يغذي خلايا الدماغ و الجسد بشكل كامل.

كما أن التنزه في الحدائق يساهم في تقوية العلاقات خصوصا في حالة وجود مشاكل فمن الأفضل مناقشتها أثناء المشي بين الأشجار الخضراء لأن ذلك يساعد في التخفيف من حدة التوتر ومن حدة المشكل ويعين على تقبل رأي الآخر

ثقافة الحدائق

أما من الناحية الجمالية فإن الحدائق تخلق متنفسا وفضاءا لممارسة بعض الهوايات بالإضافة إلى منظرها العام داخل المدن ووسط الأحياء لأنها تلطف الأجواء وتوفر الضلال , كما أن تواجد حديقة بجوار منطقة سكنية يوحي بالرقي خصوصا مع ما تشهده البيئة من تدهور وتلوث بسبب التقدم التكنولوجي لأن الإنسان لم يكتفي بأن يكون سببا في تلويث البيئة بل تعدى الأمر ذلك إلى تدمير كل أثر بيئي يبعث على الحياة لذلك أصبحا نرى أن بعض الدول المتقدمة عادت لفكرة إنشاء حدائق عامة أو ما يسمى ثقافة الحدائق بغض النظر عن مدى تقدم البلد فإن الدولة حددت إجباريا إنشاء حديقة في كل حي سكني أما في باقي المناطق فإن الحدائق تتم إقامتها فوق البنايات وأعلى ناطحات السحاب.