الشخصيات العربية المميزة كثيرة ولكن ما يميز شخصيات عن غيرها هو ذياع صيتها وتأثيرها على المجتمع وتحولها من مجرد شخصية عابرة إلى شخصية فاعلة ذات كريزما قوية أثرت وما تزال على محيطها فترى المؤيدين من فئات مختلفة من المجتمع. ونحن إذ نذكر هذه الشخصيات فليس الهدف تأييدها وأنما طرحها كشخصية بارزة في التاريخ العربي الحديث.
الشخصيات العربية الأبرز سياسيا – صدام حسين المجيد
صدام حسين المجيد: هو من أكثر الشخصيات المؤثرة في المدة الأخيرة حيث أنهى صدام حسين فترة التوترات السياسية في العراق بين القصر الملكي والإسلاميين والشيوعيين ليبدأ فترة بناء العراق الحديث الذي حكمه بقبضة من فولاذ وإرادة حازمة لتحقيق اهدافه القومية والقطرية وتجسيد طموحاته على أرض الواقع ، فقامت هذه الشخصيّة بتأميم النفط العراقي الذي كان تحتكره الشركات الأجنبية لينطلق في تحديث الإقتصاد إعتماداً على عائدات النفط الذي ارتفعت اسعاره إبان أزمة البترول ، فقام بنشر التعليم ومحو الأمية كما جعله مجانيا حتى مراحله المتقدمة من التعليم العالي والمتخصص ليكون قوة علمية تحتل المرتبة الثانية عالمياً من حيث نسب العلماء من السكان الأصليين وليجعل من الجامعات العراقية صرحا عالمياً، وهو ما دعم الإقتصاد العراقي ليقوم على أسس وسبل علمية صحيحة عوض الإعتماد على الدراسات الغربية التي تؤدي إلى مخلفات ثانوية مضرة بالمصالح القطرية ، ما مهد الطريق لهذه الشخصية الطموحة للقضاء على الفقر في العراق لتصل أثناء فترة حكم هذه الشخصية إلى أدنى المستويات العالمية . أما على الصعيد القومي فقد أمنت هذه الشخصيّة بضرورة توحيد العرب وعمل من أجل هذه الغاية من خلال تطبيق نظرية الأمن القومي والدفاع المشترك وذلك عيد قيامه بإرسال قوات عراقية إلى كل من موريتانيا عند نشوب خلافات على الأرض الحدودية الموريتانية مع السنغال مما أنهاه في صالح الجانب العربي وفي مناسبة أخرى في السودان عندما تسلحت حركة تحرير جنوب السودان الإنفصالية وأعلنت الحرب على الحكومة العربية المركزية في الخرطوم ، كما قامت هذه الشخصية بمساندة الأقطار العربية الأخرى كالأردن حيث قام بتزويده بالنفط بالمجان ليساهم في الحركة التنموية به ،بالإضافة إلى تقديم الدعم للمقاومين الفسطينيين من خلال التكفل بعائلاتهم . هذا وتبقى شخصية صدام حسين شخصية بارزة ولامعة حتى بعد اعدامه على يد القوات الأمريكية المحتلة للعراق بالمشاركة مع الحكومة العراقية الموالية لها ، حيث أبدت الندم الكثير من الشرائح العراقية على التخلي عن أبرز الشخصيات العربية سياسيا .
اما من الأخطاء التي تحسب عليه فهو عندما فام في الثاني من أغسطس (آب) 1990، بإرسال قوات الجيش العراقي لاجتياح جارته الجنوبية دولة الكويت، الأمر الذي دفع معظم دول العالم للرد على ذلك وحصلت حرب الخليج الأولى. بعد هذا أصبح هذا الغزو الخاطىء أحد مبررات اجتياح العراق لإسقاط نظامه عام 2003 ولا بد من ان نذكر انه بسبب غزو الكويت وإجتياحها مازال إلى الأن العراق يدفع للكويت تعويضات عما لحق بها من خراب وتدمير.
الشخصيات العربية الأبرز سياسيا – حسن نصر الله
حسن نصر الله : تعتبر هذه الشخصية ، حسب بعض الدراسات ، ضمن ال-50 شخصية تأثيراً في العالم الإسلامي قبل الثورة السورية ، بدأ بروزها اثر قيام الكيان الصهيوني بإغتيال أمين عام حزب الله وإنتخابه خلفاً له لما له من صفات قيادية وتأثير كبير على صفوف وأوساط قواعد حزب الله ليدخل إلى قلب المعترك السياسي اللبناني فشارك في الانتخابات النيابية ، كما تمتلك هذه الشخصية كاريزما وشخصية قويتين تظهر خاصة من خلال خطبه الحماسية والواثقة أيام الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان, وفي مقاومته له في حرب لبنان 2006 التي انتهت بصد العدوان وتكبيد الإحتلال خسائر فادحة ، كما تم تحطيم أسطورة الجيش الذي لا يهزم ، أما الأهم فهو تحرير الأسرى البنين والعرب وعلى رأسهم عميد الأسرى العرب سمير القنطار الذي قضى 30 عاماً في السجون والتي تمسك به الكيان الصهيوني في مفاوضات تبادل الأسرى القديمة وبإستحالة تسريحه. أثرت هذه الشخصية في الكثيرين على مستوى العالم العربي والإسلامي، وقد خرجت المظاهرات المؤيدة له في لبنان وعدد من الدول العربية، ويعتقد البعض أن حسن نصر الله يعتبر أكثر الشخصيات التي تقوم بدور الزعامة في مواجهة إسرائيل بعد رحيل الرئيس المصري جمال عبد الناصر، ويذهب البعض إلى أبعد من هذا حينما يعتبرونه رمزا لمقاومة الاحتلال وقوى الاستعمار في العصر الحديث على غرار عبد القادر الجزائري وعمر المختار، ويري البعض ان حسن نصر الله يعدّ من الشخصيات القليلة التي تحسب إسرائيل ألف حساب لتهديداته ووعوده .
اما من الأخطاء التي تحسب عليه فهي أحداث السابع من أيار 2008 التي جرت في العاصمة اللبنانية بيروت وبعض مناطق جبل لبنان ، والخطأ الثاني هو ما حدث مؤخرا لمساندته للنظام السوري ضد الحراك الشعبي السوري ووقوفه مع النظام السوري ضد الثورة السورية وهو بالمناسبة موقف يتناقض مع ترحيبه بتطلعات الشعوب العربية مثل الثورة المصرية وتأييد ثورة البحرين مما أدى إلى اهتزاز صورته عربياً وإسلامياً .