ظهور مفهوم السياحة الفضائية …..
بعد أن كان بلوغ الفضاء الخارجي ضربا من ضروب الخيال و شكلا من أشكال الأحلام، أصبح في يومنا هذا حقيقة و واقعا تعيشه البشرية، و يعتبر استطلاع الإنسان للفضاء الخارجي بحق أهم و اكبر إنجاز علمي يتحقق خلال القرن الماضي.[clear] غير انه ولمدة طويلة ظل الفضاء الخارجي حكرا على رحلات علمية و استكشافية بحتة، إلى أن قامت شركة Virgin Galactic لصاحبها الملياردير البريطاني الشهير ريتشارد برانسون، بإطلاق اول رحلة مأهولة خاصة الى الفضاء، معلنة بذلك ميلاد نوع جديد من الرحلات الفضائية اصبح يطلق عليها اسم “السياحة الفضائية” ، وهي رحلات سياحية تهدف إلى تمكين فئة الناس العاديين من ارتياد الفضاء الخارجي وجعل السفر إليه أمرا ممكنا وليس حكرا على الرحلات العلمية والخبراء الفضائيين فقط، وذلك من خلال تنظيم رحلات سياحية ينقل السياح فيها على متن سفن فضائية إلى مجالات الفضاء الواسع، ويتمكنوا اخيرا من التلذذ بذلك الشعور الرائع والإحساس العظيم وهم خارجين عن نطاق الارض متجهين نحو الفضاء الشاسع. [clear] ويبلغ سعر التذكرة نحو الفضاء عبر شركة Virgin Galactic 200,000 دولار للتذكرة، وحسب الشركة المتحدثة فقد قام حوالي 300 شخص بحجز تذاكر للسفر والسياحة الى الفضاء فعليا، مع وجود قائمة اكبر من المنتظرين الراغبين في الحصول على التذكرة!
رائد السياحة الفضائية:
يعتبر رجل الأعمال الأمريكي دينيس تيتو أول سائح الى الفضاء، و قد كلفته رحلته الفضائية هذه 20 مليون دولار أمريكي، وقد رافقه في رحلته هذه اثنين من رواد الفضاء الروس على متن المركبة الفضائية سويوز وذلك بتاريخ 28/05/2001. و دامت الرحلة الفضائية يومين كاملين للوصول إلى محطة الفضاء الروسية المتواجدة في الفضاء الخارجي، حيث قضى فيها تيتوا والفريق المرافق له اسبوعا كاملا قبل الرجوع إلى كوكب الأرض.
أول رحلة فضائية مأهولة:
بعد أن نشأت فكرة السياحة الفضائية وأصبحت واقعا يمكن تحقيقه لا مجرد افكار وأحلام، بدأت الشركات الفضائية تولى لها اهتماما خاصا، وتعتبر الرحلة التي قامت بها سفينة الفضاء الأمريكية SPACE SHIP ONE أول رحلة فضائية تنقل مجموعة من الأفراد إلى طبقات الفضاء الخارجي بغرض السياحة و الاستجمام، وقد قام بصناعة هذه السفينة الفضائية الشركة الأمريكية “سكايلد كومبوزيتس” لتصبح بذلك أول رحلة ذات تمويل خاص تنطلق إلى الفضاء، فاتحة بذلك المجال أمام أناس عاديين لاستكشاف ما وراء الغلاف الجوي للأرض.
إمكانية انطلاق رحلات فضائية من بلدان عربية:
أشار رئيس الشركة الاوروبية للصناعات الجوية “إي أي دي سي” السيد لوي غالوا في تصريحات أدلى بها لإحدى القنوات الإخبارية العربية إلى أن خطوة الشروع في الاستثمار في الدول العربية مرتبطة ارتباطا وثيقا بحجم الطلب الذي ينتج من المجتمعات العربية، فكلما تلقى قطاع الصناعات الفضائية إقبالا و لقي زبائن ومستثمرين مهتمتين، كلما تشجعت الشركات الاجنبية لإقامة مختلف المشاريع الاستثمارية بقصد خلق و تطوير سياحة فضائية في العالم العربي.
المنافسة في مجال السياحة الفضائية:
إن قطاع السياحة الفضائية كغيره من القطاعات لم يسلم من المنافسة هو الآخر، إذ برز في هذا المجال شركة تسمى “إكسكور” و هي شركة تسعى إلى تطوير مركبة سياحية فضائية مشابهة ” لسفينة الفضاء واحد ” أطلقت عليها اسم ” لينكس “، و تعد هذه الشركة تنافسية إذ تقول إن الرحلات السياحية الفضائية التي ستنظمها هذه السفينة ستكون أقل كلفة من مثيلاتها لدى شركة “فرجن” الشهيرة .[clear] وهكذا رأينا كيف ان زيارة الفضاء لم تعد مجرد حكر على العلماء ومستكشفي الفضاء والخبراء فقط، بل اصبحت المركبات الفضائية تحمل ايضا زوارا قاصدين المغامرة الفريدة من نوعها والسياحة في الفضاء، وختاما نأمل ان تتطور السياحة الفضائية و تنتشر بشكل أكبر في أرجاء العالم لتشمل الدول العربية كذلك، وأن تصبح في متناول فئات عديدة من المجتمع وليس حكرا على الاثرياء فقط ؛ لأنها حقا تجربة فريدة تترك في نفس السائح المحلق خارجا عن الغلاف الجوي لكوكب الارض انطباعا فريدا لا يمكن وصفه.