وأنت تتجول في الشوارع تستوقفك مناظر كثيرة لظواهر عديدة بدأت تنبثق داخل مجتمعنا وتعودنا على رؤيتها , ومن بين هذه الظواهر التي تثير التساؤل حقا هو منظر العشرات بل المئات من الرجال والشباب والآباء يملؤون المقاهي ويقبعون بداخلها لساعات طويلة ولا يعودون لمنازلهم عادة إلا في أوقات متأخرة لتناول وجبة العشاء أو من أجل النوم .
هذا المنظر المألوف يجعلنا نتساءل ماذا يفعل كل هؤلاء الرجال في المقاهي ؟ ولماذا لا يقضون هذا الوقت الذي ينفقونه مع الأصدقاء أو في قراءة الجرائد مع أولادهم وزوجاتهم داخل البيت ؟
لماذا يجلس الرجل العربي في المقهى
إن الرجل العربي والشرقي بصفة عامة لا يتلقى في طفولته أي تربية تجعله يعي ويفهم حدود مسؤولياته المستقبلية كزوج وأب ورب أسرة لأنه هو الآخر لم يحظى بأب مثالي يقوم بواجبه تجاه أبنائه و يربيهم على أساس أصول التربية السليمة.[clear]
فالبنت تربى منذ نعومة أظافرها على أنها ستصبح في يوم من الأيام زوجة وأما والأبوان يعملان على ترسيخ هذه الفكرة في ذهنها وتعليمها فنون الطبخ وتحمل مسؤولية البيت , أما الذكر فتختلف طريقة تربيته ولا يتم تحديد مسؤولياته أو حتى تلقينها له داخل البيت بل الفكرة الوحيدة التي تغرس في رأسه هي أنه ذكر وأن له امتيازات على باقي إخوته الإناث والنتيجة التي يؤول إليها هذا النوع من الشباب بعد الزواج هي عدم القدرة على التنازل عن هذا النمط من التفكير والعيش الذي تربى عليه طوال حياته , فلا يحاول أن يغير من عاداته بعد الزواج فتتحمل المرأة مسؤولية البيت والأولاد والعمل أما الرجل فكل همه مغادرة العمل والتوجه للمقهى للإجتماع بالأصدقاء وتفريغ تراكمات العمل والروتين والتعب والشكوى من الزوجة ومن المشاكل التي يفشل غالبا في إيجاد حل لها , لأن المقهى ليس هو المكان المناسب لحل المشاكل , لأن البحث عن الحلو يجب أن يكون برفقة رفيقة دربه وشريكة حياته وليس في المقهى مع الأصدقاء.
سلبيات الجلوس في المقاهي
معظم الزوجات يشتكين من جلوس أزواجهم في المقاهي لساعات وساعات بدل أن يقضوا هذا الوقت الطويل مع أبنائهم في البيت أو خارج البيت أو في مساعدتهم في حل واجباتهم المدرسية . أما بعضهم فيستغل الجلوس في المقهى ويختار الواجهة المفتوحة على الشارع للتحرش بالفتيات ومضايقة المارة والسخرية من هذه والتحرش اللفظي بأخرى و الطامة الكبرى عندما يعج المقهى برجال من مختلف الأعمار والطبقات ومنهم المتزوجون والعازبون فينخرطون جميعا في تصرفات لا أخلاقية تضايق الفتيات خاصة وقد يتحول الأمر إلى ما يشبه الإدمان.
فوائد الجلوس في المقاهي
يعتبر المقهى مكان مناسبا بالنسبة للرجال المدخنين لأنه أفضل من تلويث البيت بدخان السجائر لدرجة أن بعض النساء يفضلن ذهاب الرجل للمقهى للتدخين بدل قضائه للوقت في بيته خصوصا برفقة الأطفال والتدخين أمامهم. أيضا المقهى مكان مناسب لمشاهدة مباريات كرة القدم لأن الرجل يفضل مشاهدة المباريات المهمة وسط الأصدقاء مما سيزيد حماسهم بدل تضييع وقته في البيت لإقناع زوجته و أطفال بتوفير جو من الهدوء لكي يستمتع بالمشاهدة وهو ما لا يحصل عليه في النهاية. كما يعتبر المقهى بالنسبة للبعض مكان مريحا لإعادة وترتيب الأفكار , أو عند الحاجة للتركيز في حالة قراءة كتاب أو الكتابة.