يقصد بالتهتهة أو التلعثم عدم القدرة على التكلم بطلاقة ,فيجد الشخص صعوبة في التعبير عن اغراضه, ونجده ينتظر احيانا لحظة حتى يتغلب على خجله وعجزه ولكنه احيانا قد يعجز تماما عن التعبير عن اغراضه ,وليس التلعثم ناشئا عن عدم القدرة على الكلام, فالمتلعثم يتكلم بطلاقة وسهولة في الظرف المناسب كأن يكون عارفا للشخص الذي يكلمه وحينئذ لايحدث الخجل الذي يسبب التلعثم, أو قد يكون المتكلم معه اصغر سنا, والطفل الذي يتلعثم حينما نناديه ليكلم احد الزوار الكبار أو الاقارب نجده يتكلم بطلاقة وسهولة مع رفاقه وزملائه في المدرسة .
ان المتلعثم يستعيد الثقة بنفسه ويتكلم بطلاقة وسهولة اذا كان يتكلم مع من يصغرونه سنا ,ولكنه يفقد هذه الثقة بمجرد أن يواجه من هم اكبر منه في السن أو في المقام, وعلى هذا الفارق في السن والمقام وشعور بالثقة بالنفس تتوقف ظاهرة التلعثم, ويشعر المتلعثم بالخوف والرهبة أو الخجل ممكن يكلمه فيجف حلقه ولسانه ويحمر وجهه, ويتصبب العرق من جبينه وتسرع نبضات قلبه, ويحاول جاهدا أن يملك زمام نفسه ويستعيد هدوءه حتى يتابع الكلام في طلاقة وسهولة .
متى يبدأ التلعثم
يبدأ التلعثم عادة في سن الطفولة, وقذ يعاود الطفل مرة اخرى بعد شفائه نتيجة اصابته بصدمة نفسية, حتى ولو كان قد مضى على شفائه عدة سنوات, وقد يضاعف من سوء هذه الحالة شعور الطفل بهذا النقص, أو ملاحظات اسرته ورفاقه على طريقة كلماته وتقليده أو تعمد احراجه, أو اظهار ضيقهم من حالته , والاباء يظهرون ضيقهم عند تلعثم الابناء وعند شعور الكفل بذلك تهبط حالته النفسية ويشعر بضعفه ونقصه وتزداد الحالة سوءا وتضعف قدرته على التغلب عليها, وكثيرا مايكون ذكاء الطفل المصاب بالتلعثم فوق المستوى العادي فيظهر مقدرة فائقة في حل التمرينات الرياضية وعمل البحوث, ولكنه يفشل تماما في المناقشات والامتحانات الشفوية , ويكون التلعثم سببا في تأخر الطفل عن زملائه في المدرسة في معظم الحالات…. لأن حالته وشعوره بالنقص يحولان دون استغلاله لذكائه, فيكون ترتيبه في الامتحانات متأخرا دائما.
الثأثأة
يقصد بالثأثأة (اللدغة) كأبدال حرف بحرف اخر,فينطق الطفل مثلا الذال أو الثاء بدل السين والراء , وللبيئة دخل كبير في سبب الثأثأة فهناك عائلات ينطق افرادها بعض الحروف بهذه الطريقة. وقد يكون عدم انتظام الاسنان أو وجود تشوهات في الفم والفك أو عيب في سمع الطفل بحيث لايميز الحروف والكلمات التي يسمعها جيدا من اسباب الثأثأة.
علاج التلعثم
علينا أن نهديء من روع الشخص أو الطفل ونطمئنه اذا شعر بالخجل أو وجد صعوبة في التعبير, وعلينا الا نضيق بتهتهته أو نسخر منه عندما يتلعثم بل نعطيه الثقة بنقسه وندعه يتكلم بحريته امام الصغار والكبار ونكافئه كلما تكلم مع الغرباء أو الكبار وبذلك يستعيد ثقته بنفسه ويتخلص من الخوف والخجل والرهبة ,كما على الاسرة أن تدرب الطفل على الكلام تدريبا سليما وتصحح حروف كلماته والفاظه ,حتى لاتثبت في ذهنه الفاظ خاطئه أو غريبة,كما أن تمرينات التنفس الرياضية ضرورية في علاج التلعثم والثأثأة ,فالشخص الذي يملأ رئيته بالهواء قبل أن يبدأ الكلام يمكنه الاستمرار في الكلام بطلاقة وسهولة لمدة طويلة.