البداية .. تبدأ القصة عندما يقع آدم و حواء في الحب , فيعيشان حياة الشوق والتوق ويذوبان في عالم العشق والغرام ثم مثلهم مثل كل القصص السعيدة يقرران تتويج هذا الحب بالزواج و تأسيس أسرة خاصة ..
آدم و حواء معا ..
تبدأ حياتهما معا عندما ينتقل العروسان للعيش معا و تحمل معها حواء كل أحلامها إلى بيت الزوجية لتعيش مع حبيبها آدم الحياة الحلوة السعيدة التي طالما حلما بها.. كل شيء يسير على ما يرام الآن ..لكن العيش معا يعني اكتشاف الآخر عن قرب و ملاحظة تصرفاته, أفعاله,حركاته’سكناته,هدوئه و حتى غضبه..فتبدأ بعض الاختلافات في الظهور.. و عليه يمر كل من آدم و حواء في البداية بمرحلة التحدي..و هي مرحلة إلزامية يمر بها كل الأزواج في البداية لأنها تعتبر أول خطوة للزواج الناجح حيث على كل واحد منهما تقبل الآخر و تقبل اختلافات الآخر و الاتحاد معه مع المحافظة على مزايا شخصية كل فرد منهما على حدة من اجل مسايرة الحياة و الانسجام لان الانسجام يولد التناغم و يضفي على البيت جوا من البهجة.
بشائر قدوم الضيف الجديد ..
ثم يأتي يوم تشعر فيه حواء بما يشبه المرض..فتبشر آدم بالثمرة التي تحمل حبهما بداخلها..و يعلنان الخبر السار بقدوم الضيف الجديد لجميع أفراد العائلة..لتنهال التهاني و النصائح على حواء الحامل و السؤال عنها و عن صحتها ووزنها ..و يبدأ السؤال أيضا عن نوع طعامها و لباسها و طريقة نومها و جلوسها ..وحتى نوع حذائها و قد يتطور الأمر لنصيحتها بالتحدث مع جنينها و قد تنصحها أخرى بنصائح لا تخطر على بال..في سبيل العناية بنفسها و ضيفها الجديد .
آدم و انتظار الضيف..
و في خضم كل هذه الضوضاء يحاول آدم أن يشارك بعض الشيء في هذا الحدث الغامض ,لأنه يريد أن يكون جزءا من هذه التجربة المثيرة و الجديدة بالنسبة..و التي لولاه لما مرت بها حواء , و لكنه لا يجد له دورا سوى أن يبقى متفرجا ..هذا الدور السلبي يجعل آدم يشعر بخيبة الأمل و الوحدة لان كل الأنظار ترتكز على حواء و الضيف الجديد..فالجميع يسعى لراحة حواء و كل الحوارات يغلب عليها الحديث عن الضيف الجديد و الاستعداد لاستقباله.. و قد تتحول خيبة أمل آدم إلى قلق يجعله يشعر بالقلق و قد يتحول هذا القلق إلى شعور بالضيق مما يؤدي ببعض الرجال للتهرب من المنزل لان الرجل لم يعد يشعر أنه صاحب البيت و أنه لم يعد المسيطر على بيته..لقد فقد آدم دوره الرئيسي لصالح الضيف الجديد..
وصول الضيف ..
بعد 9 أشهر من الترقب و التحضيرات و التشويق يحين أخيرا الأوان , و يأتي اليوم المنتظر و يقضي آدم ساعات انتظار طويلة يحسبها قرونا , و هذه المرة أيضا يبقى آدم مكتوف الأيدي .. لا يسعه فعل شيء سوى الانتظار حتى تنتهي معاناة و آلام حواء ..فيصل أخيرا الضيف الجديد الصغير إلى أحضان أمه و أبيه الذين اشتاقا له حتى قبل أن يرياه..ولادة هذا الصغير دليل للجميع نجاح العلاقة و إضفاء للفرح على الزوجين و الأهل ..
غيرة آدم ..
و في غمرة هذه التطورات ينسى الجميع دور آدم .. و يتغير مركز العلاقة الحميمة بين الزوجين ليصبح هذا الطفل الصغير محور هذه العلاقة ..و حياتهما تسير وفقا لإرادته ليلا و نهارا..ليغير هدوء البيت و يملأه بصوت بكائه ..
و مع ذلك يبقى هذا الضيف الصغير محبوبا .. هذا الضيف الذي غير حياة حواء فجعل حواء أما و آدم أبا و أضاف نكهة خاصة ممزوجة بالمسؤولية..